"الحشاشين" بالمصرية.. لماذا تثير "اللهجة" أزمة في الدراما؟

الانتقادات الموجهة إلى مسلسل "الحشاشين" جاءت بسبب استخدام اللهجة المصرية، ورأت بعض الأصوات على موقع "إكس" أن إنتاج العمل باللغة العربية الفصحى كان سيمنحه قيمة أكبر وانتشارا أوسع في الوطن العربي.

في المقابل، أشاد عدد من مستخدمي إكس باختيار العامية المصرية، باعتبارها معروفة إلى حد بعيد في الدول العربية، وانتشرت من خلالها كل الأعمال الفنية المصرية على مر التاريخ، بالإضافة إلى دبلجة أعمال عالمية من "ديزني" باللهجة المصرية وتحقيقها نجاحات عربية كبيرة.

وكتب الفنان المصري نبيل الحلفاوي، تحليله الخاص لاستخدام اللهجة المصرية، لتحقق تغريدته انتشارا زاد عن 160 ألف مشاهدة، مع تفاعل كبير.

من جهته تدخل رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية تركي آل الشيخ، في سلسلة النقاشات المستمرة، وكتب عبر حسابه على "فيسبوك" أن اللهجة المصرية لا تقلل أبدا من مسلسل "الحشاشين".

وأشار آل الشيخ إلى أن اختيار اللغة المناسبة من حق صناع العمل، لافتا إلى أن الدراما التركية التاريخية تنتج بلغتهم وليست بالعربية الفصحى، مشيرا في الوقت ذاته إلى حبه للغة العربية الفصحى.

وأشاد آل الشيخ ببطل العمل، الفنان كريم عبد العزيز، مؤكدا أنه يتابع المسلسل رغم عزوفه عن مشاهدة الأعمال العربية.

ووجه تركي سؤالا للمنتقدين قائلا: "هل ستكون اللغة الهيروغليفية مناسبة إذا تم إنتاج مسلسل عن الفراعنة؟ بالتأكيد لا، لأن لغة العصر أوقع وأفضل".

وكشف رئيس هيئة الترفيه أنه يعمل على إنتاج سعودي ضخم، مضيفا: "أشعر بالحيرة في مسألة اختيار لغة العمل بين الفصحى والعامية، لكن تجربة الحشاشين شجعتني للتفكير".

أثارت المسلسلات الأجنبية التي تتناول حقبا تاريخية قديمة، نفس النقاشات حول استخدام اللغة المناسبة للعمل.

تطالب بعض الأصوات بضرورة استخدام اللغات المحلية المناسبة لزمان ومكان المسلسلات، وذهب البعض إلى استخدام اللغة الإنكليزية في كل الأحوال.

مسلسل فايكنجز، vikings، الذي أنتج عام 2013 واستمر حتى 2020، مر بنفس الأزمة، إذ تدور أحداثه في الدول الاسكندنافية، الدنمارك والسويد والنرويج، التي كانت تستعمل لغتها القديمة الممزوجة بلغة نورن، لكن صناع العمل قرروا استخدام اللغة الإنكليزية في كل الأحوال.

يعتبر الناقد السينمائي المصري، طارق الشناوي أن المشاهدين وقعوا أسرى لقواعد ابتكرها صناع الدراما التاريخية، ثم اعتبر المشاهدون أن الخروج عنها خطأ.

ويقارن الشناوي في حديث مع بلينكس، اللهجة المستخدمة في مسلسل الحشاشين، باختيار اللغة في الفيلم التاريخي نابليون، (2023) Napoleon، للمخرج ريدلي سكوت. ويقول الشناوي إنه على الرغم من حصول معظم الأحداث في فرنسا، تتحدث الشخصيات تتحدث بالإنكليزية، وهذا اختيار فني للمخرج.

ويعتقد الشناوي أننا تعودنا، منذ ظهور هذه الأعمال التاريخية الإسلامية، أن نرى الشخصيات تنطق بالفصحى بدلا من العامية. ولكن يؤكد أن هذا "مجرد اجتهاد وليست قاعدة ملزمة" لكل الأعمال الفنية.