"نشاهدها ولا تعجبنا".. لماذا ينتقد المغاربة مسلسلاتهم؟

تشير إحصاءات شركة ماروك متري المتخصصة في قياس نسب المشاهدة بالمغرب إلى ارتفاع نسب المشاهدة للأعمال الدرامية المحلية المعروضة على القناة الأولى، إذ تصدر مسلسل "جيت لداركم" بنحو 12 مليون مشاهدة تلاه مسلسل "2 وجوه".

أما بالنسبة للقناة الثانية، فكان في صدارتها مسلسل "أش هذا" بعدد مشاهدات يناهز 11 مليون مشاهدة، يليه على التوالي مسلسلي "دار النسا" و"أولاد إيزة".

الناقد الفني والباحث في الجماليات والفلسفة إدريس القري يشرح أن ارتفاع نسبة المشاهدة ليست معيارا للجودة، مفسرا ذلك بالقول: "ارتفاع المشاهدات له علاقة بتوقيت العرض وقت الإفطار، فكم من شخص يفتح التلفزيون دون أن يعيره اهتماما، أو يفتحه لأجل انتظار آذان المغرب، فعشرة ملايين مشاهدة ليس بالضرورة عشرة ملايين متابعة".

بحسب القري، التلفزيون المغربي يتبع شركة واحدة، ليس لها منافس على المستوى الوطني، وبالتالي لا توجد لجنة مستقلة متخصصة ذات معايير محددة للاختيار والتمويل والإنتاج.

بجانب انعدام المنافسة، تأتي مشكلة "غياب الاستقلالية المالية والقانونية، وعدم القدرة على الإنتاج السليم، وعدم إسناد الأمور إلى أهل الاختصاص من فنانين ومثقفين أكفاء مستقلين فكريا ولا علاقة لهم بعقلية الدولة وخطوطها الحمراء".

ثمة عوامل أخرى يذكرها الناقد الفني سعيد مزواري تتسبب في ضعف المضمون المقدم بالتلفزة المغربية من بينها غياب الإعداد المناسب، وضيق الوقت لإنتاج المسلسلات والبرامج، يشرح مزواري: "لا يأخذون الوقت الكافي للإعداد لهذه الأعمال سواء منها الرمضانية أو غير الرمضانية".

يعتقد الناقد الفني أن "أي عمل إبداعي يحتاج إلى نوع من النضج، والعمل على السيناريو والممثلين قبل بداية التصوير، كما أن التصوير نفسه يجب أن يأخذ الوقت اللازم لتجربة الأشياء".

ويزيد على هذه العوامل الناقد مصطفى الطالب الذي يقول إن الإعلانات وذوق الجمهور تغيروا مع الوقت في ظل ظهور منصات بديلة ووسائل بث حديثة. ويحارب 3 نقاط أساسية سيئة في رمضان:

1. الإسطوانة تتكرر في كل رمضان، وكثرة الإعلانات على القنوات "وكأننا في سوق تجاري".
2. الزخم الدرامي لا يرقى إلى تطلعات المشاهدين في مجمله.
3. نفس شركات الإنتاج المستحوذة على الأعمال الرمضانية بحكم شعبيتها.

اختار بعض الفنانين المغاربة السوشيال ميديا لعرض أعمالهم الكوميدية، وفضلوا المنصات لمخاطبة الجمهور، كما هو الحال مع الفنان المغربي باسو في سلسلة "سي الكالة".

وحققت الحلقات الأربع الأولى من السلسلة ما يقارب من 10 ملايين مشاهدة.

ولكن "سي الكالة" لم ينجُ من الانتقادات، فوصف البعض الآخر أسلوبه "بالفج" و"المباشر" في الانتقاد والسخرية من الواقع المغربي خاصة فيما يتعلق بالحديث عن الفساد والمحاباة.

يشرح الناقد القري أن الإنتاج الدرامي المغربي ما يزال في بداية الطريق، وأضاف: "لا تهمني شجاعة الممثل باسو أو غيره بقدر ما تهمني الصيغة الفنية الإبداعية التي يقدم بها عمله".

وتابع قائلا "يمكن أن ننتقد في التلفزيون بنفس الطريقة التي ننتقد بها في يوتيوب. هامش الحرية في يوتيوب لا يعني أن تكون سليط اللسان، فالحرية الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي إذا لم تقترن بنقد ناضج وبلغة فنية مقبولة تحترم الإنسان فلا معنى لها".

وترمز (الكالة) في العامية المغربية‭ ‬إلى‭ ‬"الوساطة القوية".