"رفعت عيني للسما".. من أرياف مصر إلى مهرجان كان

تحلم ماجدة بدراسة المسرح في القاهرة، فيما تريد مونيكا أن تصبح مغنية مشهورة، فيما الشابة هايدي، يلاحقها باستمرار شاب وسيم يحاول كسب ودها.

في عروضهنّ النسوية في الشوارع، تنتقد الفنانات اليافعات بجرأة النظام الذكوري، كما يخضن في قضايا تُعتبر جريئة بالمنظور المحلي، كتحقيق الذات والزواج المبكر.

ولكن سرعان ما تفرض تحديات الحياة نفسها، وتجد المراهقات المنتميات إلى الأقلية القبطية المسيحية في مصر أنفسهنّ في مواجهة هذه المفاهيم على أرض الواقع.

تسجّل الكاميرا لقطات سريّة في متجر عائلي، بين أب وابنته، أو بين حبيبين، فيما تستمر الحياة اليومية في الجوار. تحكي رياض: "في البداية، كان كثرٌ ينظرون باستمرار إلى الكاميرا. كان الجميع خجولين، ولكن "بمجرد بناء الثقة بينهم وبيننا، أتيحت لنا الفرصة للاندماج".

تشرح رياض أنها وشريكها في الإخراج أيمن الأمير، باشرا الإعداد للفيلم الوثائقي، الذي يُعرض ضمن فئة موازية للمسابقة الرسمية في المهرجان، بعدما تعرّفا على الفرقة لأول مرة في عام 2017.

تقول رياض إن الفيلم يحمل طابعاً "نسوياً متعمداً بكل تفاصيله، لكني أعتقد أنه أُملي أيضاً بما كانت تفعله هذه المجموعة الملهمة من النساء بالفعل. الأمر مذهل لأنهنّ يطالبن بإجابات حول أشياء مهمة للغاية ويفتحن حواراً مع الجميع في مجتمعهنَ".

يوضح أيمن الأمير من جانبه أن التحدي الرئيسي تمثل في توليف 100 ساعة من اللقطات لسرد قصة الفتيات المراهقات خلال انتقالهنّ إلى مرحلة سنّ الرشد، ونقل جانب نادراً ما يُرى من مصر.

يضيف الأمير: "معظم الأفلام السائدة في مصر تحكي قصصاً عن العيش في مجمّعات سكنية مغلقة والتسوق في مراكز تجارية"، لكن "من النادر جداً أن نرى قصصاً تدور أحداثها في الجنوب خارج القاهرة أو الإسكندرية، وأن نرى فتيات مثل تلك الفتيات على الشاشة".

وللفيلم الوثائقي موزّع فرنسي، لكن صانعي العمل يأملان أيضاً في عرضه على نطاق واسع في مصر، بما في ذلك المناطق الريفية في الجنوب. لكن أثناء الانتظار، تمكّن ٦ من الممثلين في الفيلم من حضور العرض الأول في مهرجان كان، بعد محاولات حثيثة في اللحظات الأخيرة للحصول على جوازات سفر وتأشيرات من القنصلية الفرنسية ليستطيعوا الدخول في الوقت المحدد.

مونيكا، المغنية الطموحة، لديها طفلان الآن، لكن على السجادة الحمراء، شغّلت منسقة الأغاني أغنية ذات إيقاعات جذابة قدمتها مع منتج مصري شهير يدعى مولوتوف في نهاية الفيلم.