التسريبات أخطر من التنانين في عالم "GOT"

كانت ليلة الثلاثاء 30 يوليو، حزينة على شركة HBO، وفي وقت ينتظر خلاله ملايين المشاهدين حول العالم موعد عرض الحلقة الأخيرة من الموسم الثاني لمسلسل House of the Dragon، تم تسريب أغلب مشاهد الحلقة على الإنترنت.

وذكرت صحيفة إندبندنت قيام الشركة المنتجة بملاحقة الحسابات التي عرضت التسريبات على تيك توك، ونجحت في حظر حسابات عدة، لكن المقاطع المُسربة تتداول الآن على نطاق واسع عبر إكس وريديت.

وأصدرت الشركة بيانا أكدت خلاله أن التسريب حدث بسبب شريك توزيع في أوروبا أو الشرق الأوسط أو أفريقيا، وقال متحدث باسم الشركة: "نقوم بمراقبة التسريبات جيدا وحذفها من الإنترنت بشكل مكثف حتى موعد عرض الحلقة".

وأظهر بعض المشاهدين غضبهم إزاء عمليات التسريبات للحلقة الأخيرة، التي أفسدت متعة المشاهدة، وكتب إيزاك، أحد متابعي HOTD، على إكس، تعقيبا على تسريب أحد المشاهد التي حُذفت لاحقا: "لما تفسدون النهاية، عليكم الانتظار فحسب".

وكشفت الشركة عن العرض التشويقي للحلقة الأخيرة، إذ يتوقع لها أن تكون ملحمية بحروب التنانين والبحر والبر، لكن لم تكشف المشاهد المسربة عن المعارك المنتظرة، وكانت أغلبها حوارات بين الأبطال.

ولم يكن هذا هو التسريب الأول في عالم HOTD إذ واجهت الشركة المنتجة المشكلة ذاتها في الموسم الأول.

وسُربت الحلقة الأخيرة قبل موعد عرضها في 22 أكتوبر 2022 بيومين، ما تسبب في إحباط كبير للقائمين على صناعة المسلسل، وأثر سلبا على نسبة المشاهدة في الموعد الرسمي لعرض الحلقة.

بدأت شركة HBO في تحويل سلسلة روايات الجليد والنار للكاتب الأميركي جورج آر آر مارتن، في عام 2011، عندما عُرض الموسم الأول من مسلسل Game of Thrones للجمهور رسميا.

المسلسل استمر في الفترة من 2011 حتى 2019، وحقق نجاحا جماهيريا واسعا، وحصد 59 جائزة إيمي من بين 389 جائزة، و636 ترشيحا خلال فترة عرضه، وفقا لموقع IMDB.

ورغم النجاح الكبير الذي حققته الشركة المنتجة في عالم GOT، فشلت HBO في حماية منتجها الأهم من القرصنة والتسريبات، ليعاني المسلسل في كل مواسمه من عمليات تسريب بعض الحلقات والمشاهد قبل موعد عرضها الرسمي.

ويقلل البعض من أهمية التسريبات في عالم التنانين نظرا لأن أغلب القصة والأحداث معروفة مسبقا من روايات جورج آر آر مارتن بالفعل، ورغم تغيير بعض الأشياء في المسلسل، فإن الخطوط العريضة والرئيسية التي تسير وفقها الأحداث لا تتغير.

وقبل عرض الموسم الأخير من المسلسل، سُربت لقطات ومشاهد من واحدة من أهم حلقات الموسم، التي شهدت قتالا بين البشر والموتى الأحياء بقيادة "ملك الموت" في قلعة وينترفيل.

وتأكد الجمهور من أن التسريب كان حقيقا بالفعل عندما عُرضت الحلقة بعنوان "ليلة طويلة"، وهي التي احتاجت 55 يوما من العمل والتصوير في 3 مواقع، كأضخم معارك المسلسل على الإطلاق، والتي كان يُعد لها منذ الحلقة الأولى في الموسم الأول.

وفي الموسم السابع من العمل الذي استمر 8 مواسم، تعرضت HBO لضربة قوية بعد تسريب حلقة "غنائم الحرب"، كاملة، وهي إحدى أهم حلقات الموسم، لكن الشركة تعقبت التسريب وتأكدت أن مصدره كان أحد موزعي الهند، وحوكم 4 أفراد في قضية انتهاك حقوق النشر، وفقا لموقع سكرين رانت.

كشفت CBC الأميركية في عام 2019، عن حيل لجأت إليها شركة HBO لإيقاف عمليات التسريب، وإلحاق الضرر بأولئك الذين يقومون بتسريب الأحداث للجمهور من مواقع التصوير.

وكان الشيء الغريب الذي أقدمت عليه الشركة أثناء تصوير الموسم الأخير، هو الاستعانة بممثلة ماتت شخصيتها من قبل في الأحداث، وارتدت الزي التي كانت تظهر به في المواسم السابقة، وظهرت في موقع التصوير.

وبالفعل تم تسريب صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتأكد الجمهور من عودة هذه الشخصية، لكن الأمر برمته كان خدعة من الشركة للمسربين، ومحاولة لمعرفة من الذي يسرب من داخل مواقع التصوير.

وقبل عرض الموسم الأخير أيضا، لجأت الشركة إلى الممثلين للمراوغة، إذ قالت الممثلة ميسي ويليامز، التي تلعب دور آريا ستارك في مسلسل GOT إنها ستموت في الحلقة الثانية من الموسم الأخير.

واكتشف الجمهور فيما بعد أنها كانت تكذب، إذ انتهى الموسم والمسلسل بالكامل، من دون أن تموت آريا ستارك التي بدأت المسلسل كطفلة صغيرة بدور ثانوي ثم تحولت إلى واحدة من أبرز الأبطال.

وانتشرت شائعات حول تصوير أكثر من نهاية مختلفة للمسلسل، تحسبا لتسريب النهاية وحرق الأحداث في الحلقة الأخيرة، ورغم تأكيد رئيس البرمجة في HBO المعلومة، نفاها بعض الممثلين.

وكانت الفترة التي شهدت توترا شديدا داخل HBO هي التي أعقبت نهاية أحد المواسم، بمقتل شخصية جون سنو، ومحاولات الجمهور المكثفة لمعرفة إذا كان سيعود بالسحر للحياة أم أن دوره سينتهي عند هذا الحد، لتنجح الشركة وقتها في إخفاء وحجب كل المعلومات عن المسربين.