سينما
.
بدأ بفيلم قصير وتحوّل لقصة كاملة.. هكذا وصل فيلم "بغداد ميسي" من شوارع العراق للعالمية.
ففي 2014، اختير فيلم بغداد ميسي القصير من إخراج سهيم عمر خليفة، وهو مخرج عراقي يعيش في بلجيكا منذ عام 2001، لجوائز الأوسكار، وبعد رحلة للفيلم حول العالم، قرر المخرج العودة إلى العراق بهدف تطوير فيلمه القصير وتحويله إلى فيلم روائي طويل بعنوان بغداد ميسي.
وخطف الفيلم الروائي الطويل الأنظار في النسخة الـ12 من مهرجان العالمي للأفلام الآسيوية، الذي أقيم بلوس أنجلوس، من 13 لـ22 نوفمبر.
وشاركت في المهرجان أعمال عربية أخرى متنوعة، منها الفيلمان السعوديان مندوب الليل ونورة، والفيلم اللبناني أرزة، وأفلام فلسطينية قصيرة مثل ولد نجما، وضرس الغزال، والعشاء الأول. ولكن كان فيلم ميسي بغداد محط أعين الجميع، ليكون المرشح العراقي لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم دولي، ضمن الدورة الـ97 لجوائز الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما.
ويحكي المخرج سهيم عمر خليفة لمراسل بلينكس في هوليوود، رافي بوغصيان، أنه سعيد للغاية لأن عددا كبيرا من أعضاء الأوسكار المصوتين أحبوا الفيلم خلال عرضه الأول. وأضاف: "هذا هو الغرض من قدومي إلى هنا".
تدور قصة الفيلم حول "حمودي"، 11 عاما، والذي من أكبر أحلامه أن يصبح يوما مثل بطل كرة القدم ميسي، فعندما يتورط حمودي في هجوم انتحاري مروع، يستيقظ مصابا بجروح خطيرة في المستشفى، وبينما يبذل والداه قصارى جهدهما لإحضار الأسرة إلى بر الأمان، يكافح حمودي لتحقيق حلمه.
بحسب المخرج سهيم، "القصة ليست حقيقية، ولكن عندما التقينا بالممثلين، وجدنا أنهم عاشوا هذه القصة". وبما أن القصة تدور ما بين أطفال، كان من الصعب العمل مع طاقم مكون من قاصرين، ولكن عند لقاء سهيم بممثل دور حمودي، أحمد محمد عبدالله، شعر المخرج وكأنه "هدية كبيرة".
ويعتقد سهيم أنه "أفضل طفل رأيته بحياتي"، ويعزو ذلك لموهبته بحفظ نصوص السيناريو بسرعة. ويحكي سهيم: "بإمكانك أن تعطيه سيناريو 5 صفحات ثم يأتي مستعدا لتمثيله في اليوم التالي".
في البداية، لم يكن اسم الفيلم "ميسي بغداد"، وإنما كان "نادي بغداد الرياضي"، ولكن بما أن الفيلم تدور أحداثه عن نهاية الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة في 2009، صادف في هذا العام نهاية دوري الأبطال بين فريقي مانشستر يونايتد وبرشلونة.
وكانت شهرة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في ذروتها أثناء تلك الفترة، وبذلك وقع الاختيار على اسم ميسي بغداد.
عن صعوبات العمل في العراق، يحكي المخرج سهيم لبلينكس: "لو أخرجت فيلما في أميركا، سيكون الأمر صعبا كذلك، فإنهم يقولون أن أصعب عمل في العالم هو السينما والأفلام".
ولكن "إذا كنت تصور فيلما في العراق، فلديك آلاف المشكلات"، وفي حالة فيلم ميسي بغداد، تضمنت المشكلات الجو الحار، والعمل مع الأطفال.
وأثناء عملية الإنتاج، اضطر سهيم وفريقه على التصوير في أحد الشوارع الرئيسية في أربيل لمدة أسبوع، وبينما مرّت الأمور دون مشاكل، يحكي سهيم أن تصوير مشهدا كهذا في بلجيكا كان سيكلف نصف مليون دولار.
وفاز الفيلم بجائزتين في مهرجانين سينمائيين في المغرب والجزائر.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة