بعد بضعة أيام في جمال وصلت "سينما تدور" إلى حي هلال الذي يبلغ عدد سكانه نحو 10 آلاف ويبعد نحو 5 كيلومترات عن وسط العاصمة لكنه يعاني معدلات قياسية من الفقر والبطالة والانحراف.
تتزاحم مجموعات من الأطفال خلف الحواجز التي تفصلهم عن غرفة العروض المظلمة، ومنهم الطفلة يمنى ورهاني، 11 عاما، التي جاءت برفقة خالتها وكانت متحمسة جدا. وتقول: "إنها المرة الأولى أقصد السينما، وأتحرق شوقا لأرى ماذا يوجد داخلها".
بدورها جاءت ربة البيت نجيبة حجي، 47 عاما، برفقة أبنائها الأربعة لاغتنام هذه الفرصة الفريدة حيث لا تستطيع تحمل مصاريف مرافقتهم إلى السينما، ولم يسبق لها هي الأخرى أن ذهبت إليها.
وتعرب عن استيائها، إذ "لا يوجد أي شيء" في حي هلال، "لا دار ثقافة ولا ترفيه، هناك الشارع فقط. أطفالنا ضائعون لا أحد يهتم بهم". وتتمنى لو تستقر الشاحنة المثيرة للشغف بشكل دائم في هذا الحي.
في غضون أشهر قليلة استقبلت هذه المبادرة "أكثر من 15 ألف شخص"، بحسب غفران هراغي، من بينهم 7500 في واحة نفطة جنوب البلاد حيث وفّرت مشاهدة الأفلام مجانا لمدة شهر بتمويل من أحد مصدري التمور هناك.
وفي حي هلال ترعى منظمة الصحة العالمية العروض لمدة 15 يوما، تقام خلالها أيضا لقاءات توعية حول الصحة النفسية والتدخين والعنف ضد المرأة والمخدرات، إضافة إلى حصص خاصة لتلامذة المدارس وضعاف البصر أو السمع.
وتؤكد هراغي: "ما يحفزنا هو التأثير الاجتماعي للثقافة وكسر الصور النمطية وتغيير العقليات، وتقاسم قيم ومبادئ الانسجام الاجتماعي والعيش المشترك".
لتحقيق هذا "الحد الأقصى من الاندماج" يتم توظيف أطقم محلية عند كل محطة، تعمل على "تنظيم الحشود وتهيئة الشاحنة وإدارة العروض"، كما تشير هراغي.
وتختم معربة عن أملها، على المدى الطويل، في الحصول على تمويلات "لشراء ست أو سبع شاحنات وضمان موعد دائم كل شهر" في كل منطقة، ولم لا الذهاب أيضا إلى "الجزائر وليبيا أو حتى القيام بجولة في إفريقيا".