صراعات‎

"كتيبة آزوف" تُغضِب موسكو بعودتها لكييف.. قصتها الكاملة

نشر

.

Camil Bou Rouphael

أخلّ الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، بالتزام بقاء "كتيبة آزوف" التي تصنّفها موسكو "إرهابية"، في تركيا حتى نهاية النزاع، وأعاد قادتها إلى أوكرانيا برفقته. هذا الأمر أثار عضب روسيا التي احتجت السبت على الأمر، فماذا نعرف عن "كتيبة آزوف"؟ ولماذا عليها البقاء في تركيا؟

من "أكثر المعارك" وحشية

  • واحدة من "أكثر المعارك" وحشية خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا شهدتها مدينة ماريوبول الأوكرانية. ففي تقريرها السابق وصفت صحيفة الغارديان البريطانية حصار "آزوفستال" بالتجربة المروعة التي تسببت في "تغييرات لجميع من عاصرها".
  • ماريوبول التي تضم ميناء مطلا على بحر آزوف تعرضت لـ"حصار روسي مطول"، نظر إليه على أنه حاسم لخطوط الإمداد الروسية بين المناطق التي تسيطر عليها قواتها في جنوب وشرق أوكرانيا، وفقا لرويترز. وتضم هذه المنطقة مصنع آزوفستال، الذي يعد أحد أكبر مصانع إنتاج المعادن في أوروبا، وتحصن داخله مئات الجنود الأوكرانيين وأكثر من ألف مدني، في واحدة من أعنف الهجمات العسكرية التي شنتها موسكو لأكثر من 80 يوما، وذلك بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي الذي بدأ أواخر فبراير ٢٠٢٢.

مقاومة وقليل من الذخيرة

  • كتيبة آزوف، هي وحدات المتطوعين التي تم دمجها بالجيش الأوكراني في 2014 ودافعت لأسابيع في الربيع عن مجمع الصلب في آزوفستال في ماريوبول جنوب أوكرانيا وفق فرانس برس. وهي المقاومة التي لم تكن تملك سوى القليل من الأسلحة والذخيرة، وأكتسب عناصرها" ثناء العديد من الأوكرانيين الذين يفخرون بصمودهم أمام القوة النارية الروسية".
  • أصبحت كتيبة مصنع أزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول رمزا للمقاومة ضدّ الغزو الروسي. وتحصّن آخر المدافعين الأوكرانيين عن ماريوبول في آزوفستال، مصنع الصلب الضخم الواقع على بحر آزوف، ولم يستسلموا للقوات الروسية سوى في منتصف مايو ٢٠٢٢، بعد ثلاثة أشهر من القتال العنيف، وفق فرانس برس.
  • دمج اللواء بالكامل في الجيش الأوكراني خلال السنوات الأخيرة، وتم عزل المدافعون عن آزوفستال عن العالم وعانوا من "قلة الطعام" وكانوا محاصرين في أنفاق مصانع الصلب لأكثر من شهرين بينما أطلق الروس صواريخ وقنابل حارقة على الموقع، وفق صحيفة الغارديان، وبحلول منتصف مايو ٢٠٢٢، أصبح مصيرهم "غير مؤكد"، بعد مقتل بعضهم وإصابة آخرين. وأثناء إجلاء المدنيين، تم إرسال الجنود الأوكرانيين إلى مستعمرة عقابية في أولينيفكا في دونيتسك، وتم الحكم عليهم بالإعدام، حسب الغارديان.

بحلول منتصف مايو ٢٠٢٢ أصبح مصير كتيبة آزوف "غير مؤكد". مصدر الصورة: أ ف ب

مصير غامص ثم "فرج"

  • ظلّ مصيرهم غامضا حتى سبتمبر من العام ٢٠٢٢، عندما حصل تبادل للأسرى بين أوكرانيا وروسيا، وعندها أعلن زيلينسكي أنّه في إطار عملية التبادل التي "استغرق الإعداد لها فترة طويلة"، أطلقت موسكو سراح خمسة قادة عسكريين هم "أبطال خارقون"، من بينهم قادة في كتيبة آزوف التي دافعت عن مصنع آزوفستال للصلب، مشيرا إلى أنّ هؤلاء نقلوا إلى تركيا. وأضاف أنّ هؤلاء المفرج عنهم سيظلّون في تركيا "بأمان تامّ وفي ظروف مريحة" إلى أن "تنتهي الحرب" بحسب اتّفاق بهذا الشأن تمّ مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وشدّد الرئيس الأوكراني وقتها على أنّ المفاوضات التي جرت لإبرام هذه الصفقة كانت "الأطول والأصعب".
  • لكن ما حصل هو أن الكرملين احتج، السبت، على عودة عدد من قادة "كتيبة آزوف" التي تصنّفها موسكو "إرهابية"، من تركيا الى أوكرانيا برفقة زيلينسكي، في خرق لاتفاق كان يقضي ببقائهم حيث هم حتى نهاية النزاع. وأكدت الرئاسة الأوكرانية أنها أعادت عددا من هؤلاء بعد "مفاوضات مع الجانب التركي"، واستقبلهم في مطار اسطنبول زيلينسكي الذي كان يقوم بزيارة إلى تركيا التقى خلالها نظيره أردوغان.

الاتفاق الذي أفرجت بموجبه روسيا عن الكتيبة كان يلحظ بقاءهم في تركيا إلى أن تنتهي الحرب. مصدر الصورة: أ ف ب

خرق مباشر

  • اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "عودة قادة كتيبة آزوف من تركيا إلى أوكرانيا ليست سوى خرق مباشر جديد لشروط اتفاقات مبرمة"، وفق ما أوردت وكالات الأنباء الروسية. ورأى أن هذه المخالفة تتحمل مسؤوليتها أنقرة كما كييف لأن الاتفاق الذي أفرجت بموجبه روسيا عن هؤلاء العام الماضي، كان يلحظ بقاءهم في تركيا إلى أن تنتهي الحرب.
  • ربط بيسكوف عودة هؤلاء بـ"فشل الهجوم المضاد" الذي بدأته كييف مطلع يونيو لاستعادة أراض تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها، ورغبة أنقرة في اظهار "تضامنها" مع كييف قبيل قمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا الأسبوع المقبل. وأورد "تجري التحضيرات لقمة الناتو وبالطبع مورست ضغوط كبيرة على تركيا".

اعرف أكثر

كيف صنفت الكتيبة إرهابية؟

  • يتهم الكرملين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية كتيبة آزوف بأنها جماعة نازية جديدة مرتبطة بأوساط القوميين المتشددين، ارتكبت جرائم حرب. وصنّفها القضاء الروسي منظمة "إرهابية" في أغسطس 2022.
  • هذا الأمر هدد إلى خضوع مقاتليها الأسرى لمحاكمات شديدة في روسيا. ونقلت وكالة أنباء تاس عن قاضي المحكمة العليا، حينها، قوله إنه قرر "تلبية الطلب الإداري لمكتب المدعي العام، والاعتراف بوحدة آزوف شبه العسكرية الأوكرانية منظمة إرهابية وحظر نشاطاتها في روسيا".
  • جرى الجزء الأكبر من المحاكمة خلف أبواب مغلقة، وفق فرانس برس، وبحسب وكالة تاس، استدعي شهود إلى المنصة وتحدثوا عن جرائم مزعومة ارتكبتها كتيبة آزوف في أوكرانيا. ووفقا للقانون الروسي، يواجه قادة منظمة إرهابية السجن مدة تتراوح بين 15 و20 عاما، والأعضاء العاديون بين 5 و10 سنوات.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة