صراعات‎

قنابل الروس أهون من مأوى البريطانيين ... قصة أوكرانيات رجعن لكييف

نشر

.

Bouchra Kachoub

اتهمت منظمة سان فلاور سيسترز الحكومة البريطانية بتقديم حلول سكنية "غير ملائمة" تجبر لاجئي أوكرانيا على العودة إلى موطنهم الأصلي وسط الأوضاع المتردية التي فرضتها الحرب منذ فبراير 2022.

من بين هؤلاء الأوكرانيين، ترصد صحيفة ذا تايمز البريطانية قصة يوليا وإيرينا اللتان عانتا من البيروقراطية البريطانية لإيجاد حلول مستعجلة تتعلق بتوفير مسكن لهما بعد الانفصال عن كفلائهم البريطانيين.

في بداية الحرب، كانت الحكومة البريطانية توفر المسكن للاجئي أوكرانيا تحت برنامج يعرف بـ "منازل لأوكرانيا" ينخرط فيه المواطنون البريطانيون لكفالة فرد أو أسرة مقابل مبلغ شهري يبدأ بـ 460 دولار ويصل إلى 660 دولار بعد إتمام 12 شهرا من الاستضافة، وفقا للموقع الرسمي للحكومة البريطانية.

لكن عددا من مواطني بريطانيا، الذين استفادوا مما مجموعه 850 دولار من الدعم، لم يعودوا يرغبون في توفير ملجأ للأوكرانيين الذين اتخذوا من المملكة المتحدة بيتا ثان لهم.

تقول يوليا لصحيفة ذا تايمز أن كفيلها، في الثلاثينات من عمره، كان يسيء معاملتها. وتضيف قائلة كان "يضع ملابس مبللة يخرجها من الغسالة فوق سريري وكان يأكل طعامي ويطفئ سخان الماء عندما أستحم".

عندما قررت يوليا مغادرة بيت مستضيفها، وعدها مجلس الإسكان بتوفير مسكن مؤقت، لكنها لم تنله أبدا ما جعلها تشتغل بطريقة غير نظامية في إحدى المطاعم وتنام بعض الليالي على كنبة بعض زملائها المتعاطفين.

مشكل إيواء لاجئي أوكرانيا ببريطانيا ليس بالحديث. فبعد مرور 3 أشهر فقط على بداية الحرب، بدأت جمعيات خيرية تدق ناقوس الخطر بخصوص عيش الالاف من "الأسر بأكملها في غرف فردية"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة الإندبندت البريطانية.

كما أفادت تقارير أخرى أن اللاجئين الأوكرانيين مهددون بالتشرد جراء الخلافات التي يواجهونها مع العائلات المضيفة والتي تتمركز عادة حول نمط العيش واختلاف الثقافتين.

إلى جانب يوليا، تصرح إيرينا لصحيفة ذا تايمز أنها شعرت بأن مدة الترحيب بها انتهت عندما سألتها عائلتها المضيفة عن خططها المستقبلية وعن اقتراب موعد إصلاح البيت، إشارة إلى ضرورة مغادرتها.

تقول إيرينا أنها قررت المغادرة فورا وعندما وجدت نفسها مشردة في الشارع، اضطرت إلى الرجوع مع طفليها لكييف بالرغم من استمرار الغارات الروسية بالليل، تقول إيرينا: "تعودنا على الاستيقاظ من النوم بالليل".

وفي الشهور الأخيرة، ارتفعت نسبة لاجئي أوكرانيا الذين يغادرون الأراضي البريطانية وقدرت الإحصائيات الرسمية بوصول العدد إلى 58 ألف أوكراني(ة) بحدود شهر مارس 2023.

تفيد أليس غود، مؤسِسة منظمة سان فلاور سيسترز، أن بين 5 إلى 10 أسر أوكرانية، من مجموع 14 ألف أسرة تلقت مساعدات من المنظمة منذ بداية الحرب، تغادر بريطانيا كل أسبوع.

وتضيف غود قائلة: "في معظم المناطق، يقع العبء على الأفراد للعثور على كفيلهم [الجديد] أو على بيت للإيجار ... وعندما يصطدمون بالصعوبات، فإنهم يواجهون قرارًا صعبًا بالعودة".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة