صراعات
.
مدمرة أميركية متطورة ويبلغ ثمنها أكثر من 660 مليون دولار، وأسراب من طائرات إف-35 الشبحية وطائرات إف-16 الحربية، هذا هو الأسطول الإضافي الذي سترسله الولايات المتحدة لمضيق هرمز بين عُمان وإيران بحسب ما أعلنه البنتاغون الأميركي يوم الاثنين ١٧ يوليو، وفقاً لوكالة رويترز. فما دلالة هذا التصعيد الكبير؟ والرسالة السياسية التي ترغب الحكومة الأميركية في إيصالها لطهران؟
البنتاغون أرسل المدمرة الأميركية USS Thomas Hudner لمضيق هرمز
في منتصف ليل ٤ يوليو، أرسلت سفينة تحمل علم جزر المارشال نداء استغاثة أثناء عبورها من مضيق هرمز في الخليج العربي. السفينة تعرضت لمضايقات وتهديد من خفر السواحل الإيراني الذي حاول احتجازها وإرسائها في أحد موانئه، ولكن بمجرد وصول المدمرة الأميركية USS McFaul للمكان، اختفت السفن الإيرانية.
بعد ٣ ساعات تقريباً، أرسلت سفينة تحمل علم جزر الباهاما نداء استغاثة من نفس المنطقة، بعد تعرضها لإطلاق نار ومحاولات لسحبها من قبل البحرية الإيرانية التي اختفت مرةً أخرى عند وصول المدمرة الأميركية ذاتها. هذه رواية الحادثة من الطرف الأميركي بحسب ما نقلته صحيفة NYPost.
وفي العاشر من شهر يوليو، قال الأدميرال في الحرس الثوري الإيراني رمضان زير راحي إن قواته صادرت سفينة أجنبية محملة بنحو مليون لتر من النفط والغاز الإيراني المسروق وأن الجيش الأميركي حاول إعاقة عملية المصادرة بمحاولات "غير مهنية وخطيرة"، معتبرا أن "الجيش الإيراني نجح في المهمة".
إيران تقول إن قواتها صادرت سفينة أجنبية محملة بنحو مليون لتر من النفط
هذه الحوادث تؤرق الولايات المتحدة بشدة حيال تأمين أهم مضيق لعبور النفط في العالم، والذي يمر من خلاله ثلث إمدادات الغاز المسال العالمية ونحو ربع النفط المستهلك. لذلك، كان أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو الماضي القيام بسلسلة من التحركات في المنطقة لكن دون تفصيل تلك الخطوات.
جاءت ترجمة تصريح بايدن يوم الاثنين الماضي بإعلان البنتاغون إرسال المدمرة الأميركية USS Thomas Hudner للمضيق، وهي أحد المدمرات ذات الصواريخ الدقيقة الموجهة، وبلغت تكلفتها في عام 2012 نحو 663 مليون دولار. هذا بالإضافة لأحدث طائرات إف-35 المقاتلة متعددة المهام الشبحية والتي تتفاخر أميركا بقدراتها على التفوق الجوي والقيام بمهام هجوم دون اكتشافها. بالإضافة لقدراتها في مجالات الحرب الإلكترونية، والاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع.
المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ أخبرت الصحفيين بأن "البنتاغون يزيد وجودنا وقدرتنا على مراقبة مضيق هرمز والمياه المحيطة"، ولم توضع سينغ بالضبط المكان الذي ستوضع فيه الطائرات الإضافية ومدة بقائها في المنطقة، بحسب رويترز التي أفادت بأنه منذ العام 2019، وقعت سلسلة من الهجمات على سفن النقل البحري في الممر المائي الاستراتيجي في أوقات ارتفاع التوترات الإيرانية-الأميركية. بينما تنقل وكالة أسوشيتدبرس عن قوات البحرية الأميركية أن إيران احتجزت ما لا يقل عن خمس سفن تجارية في العامين الماضيين وحدهما وضايقت أكثر من 12 سفينة أخرى.
في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات في مضيق هرمز في الخليج العربي بين إيران وأميركا، ينخرط الجانبان في مفاوضات للتوصل لتفاهمات غير رسمية لنزع فتيل التصعيد وتهدئة المخاوف حيال الخطر النووي الإيراني. التفاهمات تتضمن تعهد إيراني بعدم تخصيب اليورانيوم فوق نسبة 60%، وفي المقابل تقوم واشنطن بالإفراج عن نحو 20 مليار دولار من الأموال الإيرانية المحتجزة حول العالم، بالإضافة لقيام إيران ودول غربية بإطلاق سراح متبادل لسجناء بين الطرفين.
وبحسب المحلل الأمني الإسرائيلي عاموس هارئيل، فإن الولايات المتحدة عملت على الإعلان بشكل سخي عن مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل كترضية لها وثنيها عن القيام بأي أعمال هجومية بشكل أحادي ضد إيران من شأنها إفساد المفاوضات الجارية بين الطرفين. وتضم المناورات المرتقبة تمارين تحاكي الضربات على "أهداف استراتيجية في عمق" أراضي العدو، وتتضمن المناورة الناقلات الأميركية التي تعزز نطاق الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة