صراعات
"استنساخ بالجملة لشركات شبيه بفاغنر"، هذه الخلاصة التي توصل إليها تحليل مجلة نيوزويك الأميركية بعد أن أّقرّت لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي تعديلات على مشروع قانون لرفع سن التجنيد بروسيا تشمل السماح لحكام جمهوريات الاتحاد الروسي بإنشاء "كيانات عسكرية متخصصة" لمساعدة الأجهزة الأمنية في الحفاظ على النظام ومكافحة "المخربين".
يهدف إنشاء هذه الوحدات العسكرية المتخصصة، التي سيتم تمويلها من الميزانيات الفيدرالية والإقليمية، إلى "تعزيز حماية النظام العام وضمان السلامة العامة خلال فترة التعبئة، وأثناء الأحكام العرفية، وفي زمن الحرب"، استنادا لما نقله تقرير وكالة تاس الروسية عن نص مشروع القانون.
ونقلت "نيوزويك" عن فراناك فاياكوركا، كبير المستشارين السياسيين لزعيمة المعارضة البيلاروسية المنفية سفياتلانا تسيخانوسكايا، أن روسيا تدرك مخاطر إعادة إنشاء نسخة جديدة من مجموعة فاغنر، وأنه لتفادي سيناريو تمرد زعيمها يفغين بريغوجين، تطمح موسكو لبناء نظام أمني لامركزي "للحد من الحجم والسلطة التي يمكن أن تحصل عليها كل مؤسسة فردية".
تمرد قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين في 24 يونيو الماضي على القيادة العسكرية الروسية (المصدر رويترز)
بحسب نص مشروع القانون "سيتم استدعاء الكيانات العسكرية الإقليمية لمساعدة وزارة الشؤون الداخلية وجهاز الأمن الفيدرالي ووزارة الدفاع في حماية حدود الاتحاد الروسي وفي مكافحة التخريب والجماعات المسلحة غير الشرعية وفي جمع معلومات استخباراتية عن القوات العسكرية للدول الأجنبية. وسيتم تسليح هذه الكيانات بأسلحة خفيفة توفرها وزارة الدفاع".
ويخول مشروع القانون لهذه المجموعات "الحق في توقيف السفن وجميع المركبات في الجو والبحر والأرض وكذلك تدمير جميع المركبات المسيرة وغيرها من الأنظمة الآلية لصد أي هجوم".
وستمتد الاستعانة بهذه الكيانات لفترة مؤقتة فقط حتى انتهاء الحرب، حيث ستعاد جميع الأسلحة لوزارة الدفاع كما ستحل هذه المجموعات، حسب تقييم أصدره معهد دراسة الحرب.
بالرغم من وجود العديد من الشركات شبه العسكرية في روسيا، مثل "فاغنر" التي تساعد قوات الأمن والجيش في العديد من المهمات الداخلية والخارجية، ومجموعات أخرى مثل "كونفوي" و"باتريوت" و"موران" و"شيلد"، يستمر المسؤولون الروسيون في إنكار شرعيتها.
قائد مجموعة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين (المصدر أ. ب)
في تصريحات سابقة للصحفيين، قال المتحدث باسم الكريملين، ديمتري بسكوف، إنه "من الناحية القانونية، مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة غير موجودة ولم تكن موجودة أبداً".
دانيلو ديلي فاف، وهو محلل الاستخبارات والاستراتيجيات العسكرية، في مقابلة مع وكالة فرانس برس أوضح أنّ العقيدة العسكرية الروسية تسعى لمواجهة القوى الكبرى مثل الناتو "باستخدام المرتزقة ليس فقط للقيام بالأعمال القذرة ولكن أيضاً المهام عالية الخطورة التي لا تريد تركها لقواتها الخاصة".
كما أن الاعتماد على هذه المجموعات العسكرية يساعد في إخفاء حجم الخسائر الروسية، حيث نادراً ما تُحسب القوات المسلحة غير التقليدية ضمن أعداد الضحايا الرسمية، وهو ما من شأنه أن "يقلل التكلفة السياسية" للعميلات العسكرية الروسية.
لذا يرى مارسيل بليشتا، المحلل السابق بوزارة الدفاع الأميركية، في تصريحات أن "عدد الشركات العسكرية الخاصة قد يستمر في النمو، خاصة بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا" لأن هذه المجموعات توفر فرص عمل لعناصرها وتسمح لهم بمواصلة استخدام المهارات التي تعلموها أثناء العمل.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة