صراعات
.
في محاولة جديدة من الكرملين لإنعاش جيشه، تأخذ روسيا حرب المعلومات حول أوكرانيا إلى منطقة جديدة، هذه المرة عبر ألعاب الفيديو، حيث ظهرت دعايات روسية في ألعاب مثل ماين كرافت وروبلوكس وغيرها من الألعاب الشهيرة في محاولات لاستقطاب جنود جدد للجيش الروسي.
في النسخة الروسية من لعبة الفيديو World of Tanks، قام لاعبون روس بإعادة تمثيل استعراض الدبابات السوفيتية في موسكو عام 1945، بينما في لعبة ماين كرافت، التي تمتلكها مايكروسوفت الأميركية العملاقة، قام اللاعبون الروس بإعادة "معركة سوليدار"، وهي المدينة الأوكرانية التي سيطرت عليها القوات الروسية في يناير بعد معارك عنيفة. وفي يونيو، أقام مشاهير وموسيقيون، ومسؤول حكومي روسي واحد على الأقل، حفلة موسيقية في ماين كرافت للاحتفال بعيد روسيا.
شخصية قتالية في عالم الألعاب. كانفا
على الرغم من أن مايكروسوفت نشرت إعلانا عن تعليق جميع المبيعات الجديدة للمنتجات والخدمات في روسيا، إلا أن اللاعبون الروس يستخدمون منتديات مثل ديسكورد وستريم للوصول إلى ماين كرافت وغيرها من الألعاب لإيصال رسالة مفادها "المجد لروسيا"، كما أعلن فيديو عن كيفية إنشاء سارية للعلم الروسي في لعبة ماين كرافت، فوق مقاطعة لوهانسك، وهي إحدى المحافظات الأوكرانية التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عبر استفتاء شعبي، لم تعترف به معظم دول العالم.
وحدد باحثو شركة مولفار الأوكرانية أكثر من ١٢ حالة من الدعاية المؤيدة للكرملين في لعبتي ماينكرافت، وروبلوكس، بجانب النسخ الروسية من وورلد أوف تانكس، وورلد أوف وورشيب، وفلاي كورب، وأرمورد وورفير، وور ثاندر، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
استخدمت القوات العسكرية الفيديو غيمز كأداة لاستقطاب المجندين الجدد إلى صفوف الجيوش، مما يؤثر على تفكير اللاعبين بشكل مباشر. وتوفر الفيديو غيمز تجربة تفاعلية تسلط الضوء على المغامرات والإثارة المرتبطة بالأنشطة العسكرية، وبالتالي تعزز الرغبة في الانضمام للجيش خاصة بين الشباب.
تم تطوير بعض الألعاب الحربية والاستراتيجية بالتعاون مع جيوش دول، لتقديم تصوّر واقعي للحياة العسكرية والمهام. وهناك ألعاب محاكاة عسكرية تسمح للاعبين فهم القرارات التكتيكية والعمل الجماعي والتخطيط الاستراتيجي.
بالإضافة إلى ذلك، تعكف القوات العسكرية على دخول عالم الرياضات الإلكترونية والألعاب للتفاعل مع مجتمع ألعاب الفيديو وتوعية الجمهور حول أنشطتها، يقول معترضون إن استخدام ألعاب الفيديو للدعاية العسكرية قد يستغل الجمهور من الشباب عبر ترويج تصورات مبالغ فيها وغير واقعية عن الحياة العسكرية، بينما يُؤكد المؤيدون أن الفيديو غيمز توفر منصة لتوعية الجمهور بالعمليات العسكرية وتشجع على الاهتمام بأنشطة الدفاع الوطنية.
يمتلك الجيش الأميركي فريقاً رياضياً للألعاب الإلكترونية يتيح بث ألعاب الفيديو مثل كول أوف ديوتي، وأبيكس ليجندز، وفورتنايت على منصة تويتش. ويستخدم الجيش الأميركي فريقه من الجنود اللاعبين لجذب اللاعبين الشباب للانضمام إلى صفوف الجيش، بسبب فشل الطرق التقليدية في التجنيد.
بدأ برنامج الرياضات الإلكترونية في الجيش الأميركي عام 2018 بعد الفشل في تحقيق العدد المستهدف للمجندين، ٦٦ ألف مجند محتمَل، للمرة الأولى منذ 13 عاما.
بسبب زيادة جماهيرية الألعاب الإلكترونية على منصة تويتش بمقدار الضعف منذ بداية جائحة كوفيد-19، لفت هذا النظر إلى المنصة باعتبارها مكانا مناسبا لجذب مجندين محتملين.
يعتبر الجيش الأميركي فريق الرياضات الإلكترونية فرصة لاستقطاب أفراد يتمتعون بمهارات قيمة وانضباط وقدرة على التواصل وحل المشاكل ليصبحوا جنودا مستقبليين.
ماين كرافت. إي بي.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة