صراعات‎

حدود العراق وسوريا.. "تحركات" أميركية تؤرق الاستقرار المؤقت

نشر

.

blinx

"الحدود الملتهبة" هو عنوان فيلم عراقي شهير أنتج عام 1984 يحكي عن الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثمان سنوات، واليوم يعيش العراقيون في قلق جديد مصدره هذه المرة الحدود الغربية مع سوريا، بعد رصد تحركات عسكرية أميركية، وحديث عن استقدام تعزيزات عسكرية تنذر بحدث أمني قادم.

منذ أيام يعيش العراقيون أجواء من التوتر بعد تداول مقاطع فيديو لتحركات قطعات عسكرية في شوارع عراقية عدة بعضها في البصرة جنوب العراق وأخرى في صلاح الدين شمال البلاد وأيضا في الانبار (غرب).

انتشرت تلك المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة، ورافقتها تحذيرات لوسائل إعلام تابعة لأحزاب وجماعات مسلحة عراقية موالية لإيران، من تحركات عسكرية أميركية غرب البلاد ادعت أنها تستهدف النظام السياسي في العراق.

المقاطع ترافقت مع تداول مقاطع صور لنشر مضادات طائرات على أسطح الأبنية في العاصمة بغداد مما زاد الهلع والمخاوف من قدوم حدث أمني قريب وسط تلويح لشخصيات إعلامية وسياسية معارضة تحدثت عن تغيير النظام السياسي بالقوة مع حلول العام 2024 وأبرزهم النائب السابق والمعارض الشهير فائق الشيخ علي الذي خرج من العراق قبل سنوات خوفا من الملاحقة.

شخصيات معارضة داخل العراق أيدت الكلام هي الأخرى، وأشار ليث شبر في أكثر من تصريح إلى أن هناك حرب قادمة أصلها اقتصادي ستقوم بها الولايات المتحدة لانهاء تهريب العملة من العراق إلى الدول المعادية للولايات المتحدة، زاعما أن حدثا خطيرا سيحصل في العراق

منطقة عازلة

إلى جانب مزاعم "التغيير السياسي في العراق" فإن جهات برلمانية وسياسية تحدثت عن أن التحركات الأخيرة تهدف إلى خلق منطقة عازلة على الحدود العراقية السورية بغية قطع طريق الإمداد والتهريب بين الجماعات المسلحة داخل العراق والفصائل الموجودة في سوريا.

تزامنت التحركات الأميركية المفترضة مع زيارة وفد أمني عراقي برئاسة وزير الدفاع وقائد قوات مكافحة الإرهاب الى الولايات المتحدة لعقد اجتماعات مشتركة بشأن الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين، كما أشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

من جهة أخرى أكد برلمانيون أن الزيارة ناقشت إقامة منطقة أميركية عازلة على الحدود السورية، ومن هؤلاء عضو لجنة الأمن في البرلمان العراقي وعد القدو الذي أشار الثلاثاء الفائت إلى أن الاجتماع بين وزيري الدفاع الأميركي والعراقي في واشنطن شهد مناقشة تحرك الحشود العسكرية الأميركية لتنفيذ مهمة قطع الحدود بين العراق وسوريا في إشارة الى المنطقة العازلة التي يجري الحديث عنها.

وكان العراق والولايات المتحدة أكدا في ختام مباحثات عسكرية في واشنطن الثلاثاء الماضي التزامهما بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وتعميق التعاون الأمني وتشكيل لجنة عسكرية عليا مشتركة لتقييم مهام قوات التحالف الدولي ومستقبلها في العراق.

وتتواجد قوات التحالف الدولي، التي تقودها الولايات المتحدة في العراق، في ٣ مواقع رئيسية هي قاعدة عين الأسد بمحافظة الانبار الغربية وقاعدة حرير، شمال مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، إضافة الى معسكر فيكتوريا بجوار مطار بغداد الدولي.

تأكيد وقلق

رغم تصريحات رئيس الوزراء العراقي أن الوفد العراق الذي زار واشنطن ناقش تنفيذ مخرجات الحوار الاستراتيجي بين البلدين وتشكيل لجنة عليا بهذا الشأن، لكن سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق إلينا رومانسكي أكدت في لقاء تلفزيوني أن التحركات الأميركية على الحدود وخلق منطقة عازلة تمت مناقشتها خلال زيارة الوفد إلى واشنطن، مبينة أن النشاط العسكري جزء من التدوير الطبيعي للقوات الأميركية من وإلى العراق.

في الجهة المقابلة، وصف سفير إيران لدى العراق محمد كاظم آل صادق التحركات بأنها "مقلقة ومناهضة للسلام والاستقرار في المنطقة"، وجاء حديثه خلال لقاء جمعه مع سفير اليابان لدى العراق، فوتوشي ماتسوموتو.

الحدود هي البداية

الباحث بالشأن السياسي أحمد الأبيض، والذي يشغل منصب المتحدث باسم التحالف الوطني للمعارضة العراقية، يقول إن ما يحصل دليل على أن القوات الأميركية مصرة على تأمين قواعدها بعد استهدافها من قبل ميليشيات مسلحة، مشيرا إلى وجود توجه لتأمين الحدود العراقية السورية وخنق الجماعات المسلحة على الجانبين.

ويرى أن لدى واشنطن خطة لإنشاء منطقة آمنة بامتداد 100 كيلومتر على الحدود العراقية لمنع نقل الإمدادات والأسلحة، كما أن الخطة ستتطور مستقبلا لتأمين الحدود وقطع الوريد الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة