صراعات‎

إسرائيل تلاحق "سردين غزة".. وصيادو القطاع يخاطرون بحياتهم

نشر

.

Qassam Sbeih

تحت أشعة الشمس وبرفقة عائلاته، حضر الصياد أسامة أبو فول (٤٢ عاما) وقفة احتجاجية نظمها صيادو قطاع غزة في وسط المدينة وقبالة شاطئ بحرها. وقال أسامة لبلينكس إنه حضر برفقة أبنائه وأصدقائه وزوجاتهم وأطفالهم في رسالة مفادها "احنا ما بنصيد لنوكل، بنصيد لنطعمي الأطفال إلي عنا".

لأسامة ثلاثة أطفال اثنين منهم في المدرسة وطفلته الصغيرة، ويرى أن مسؤولية هذه العائلة يتحملها "الاحتلال الإسرائيلي الذي يغلق البحر في وجوهنا ويستهدفنا ونحن نصطاد".

يعمل أسامة في مهنة الصيد منذ عام ٢٠٠٠ ويقول لبلينكس أنه لاحظ أن العمق المسموح فيه للصيادين الفلسطينيين قد تقلص مع مرور الزمن بطريقة "مبالغ فيها وظالمة".

على عكس الضفة الغربية، يعتمد سكان القطاع على مهنة الصيد كثيرا ولا تكاد تخلو عائلة من وجود صياد واحد فيها، ويستغرب سكان القطاع إذا عرفوا عائلة لا يوجد فيها صياد، حسبما قالت آمنة اللطروني وهي زوجة أحد الصيادين الذين حضروا الوقفة الاحتجاجية.

وبلغ عدد صيادي قطاع غزة ٣ آلاف و٦١٧ صيادا حسب إحصائية صادرة عن وزارة الزراعة الفلسطينية في ٢٠١٨. وكان عدد الصيادين في ٢٠١٣ ضعف عددهم في ٢٠١٨ وقبل ذلك كان العدد أكثر إلا أن الإجراءات الإسرائيلية وانتشار زوارقها الحربية في البحر جعلت من الصيادين يلجؤون إلى مهن أخرى.

يستيقظ أسامة في الخامسة والنصف صباحا وفي تمام الساعة السادسة والنصف يكون على شاطئ البحر يحضر الحسكة أو الفلوكة (القارب الصغير) خاصته كما يطلق عليها الغزيون، ويقول أسامة إن مهنته خطيرة ويتم إدارتها في غزة بطريقة عشوائية، وفي بعض الأيام لا يستطيع أسامة أن يبحر للصيد بسبب حركة الأمواج غير المعتادة. وفي ١٥ أغسطس بينما كان أسامة يصطاد على الشاطئ وعلى بعد ميل واحد من رماله تلقى اتصالا من زملائه يخبرونه فيه أن اثنين منهم في منطقة مجاورة اعتقلتهم البحرية الإسرائيلية مما اضطره للعودة إلى المنزل خوفا من اعتقال إسرائيلي أو رصاص يطلقه جنوده.

الصياد الذي يعمل في هذه المهنة منذ كان شابا أعزبا في عام ٢٠٠٠ يتذكر قبل ٢٠ عاما كيف كان يبحر على عمق ١٥ ميل وفي بعض الأحيان يصل إلى ٢٠ ميل داخل البحر وهو ما يساعد في اصطياد سمك نادر أو غالي الثمن مثل سمك التونة إلا أنه وبعد حصار غزة من قبل إسرائيل ومع بداية حكم حماس للقطاع في ٢٠٠٦ بدأت التضييقات الإسرائيلية على أهالي القطاع من البر والبحر والجو. ويضيف: "ظل العمق المسموح بالوصول إليه يتناقص يوما بعد يوم حتى وصلنا إلى ٣ أميال اليوم، وفي بعض الأحيان نتعرض لإطلاق نار أو ملاحقة من الزوارق الحربية الإسرائيلية فنهرب إلى الشاطئ سريعا".

آخر حالات الاعتداء كانت اليوم ٢٢ أغسطس في تمام الساعة العاشرة صباحا وقبل الوقفة الاحتجاجية كان أحد الصيادين على عمق ٢ ميل في البحر فصادرت البحرية الإسرائيلية شبكة الصيد الخاصة به وأطلقت النار على قاربه الصغير مما أدى إلى عطبه.

خلال الوقفة الاحتجاجية، حمّل الصيادون بما فيهم أسامة المسؤولية للمجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان التي من وجهة نطرهم هي "الأعلم بوضع أهل غزة الاقتصادي".

ويرى أسامة أن تقليص عمق الصيد إلى ٣ أميال جعل فرصة اصطياد سمك غالي الثمن شبه معدومة، ولا تظهر في الأميال الـ ٣ إلا أسماك السردين والبوري حسبما يقول الصيادون الذين يبيعون كيلو السردين بـ ١١ شيكلا (٣ دولارات أميركية تقريبا) للتجار الذين بدورهم يبيعونها بـ١٥ شيكلا تقريبا (٤ دولارات أميركية)، بينما يبيع الصيادون الغزيون الكيلو من سمك البوري بـ ٢٨ شيكلا (٨ دولارات أميركية) ويصل سعرها للمستهلك بـ ٣٥ شيكلا (١٠ دولارات أميركية) للكيلو.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة