شمس سوريا.. طوق نجاة مزروعات عبدالله وحميد

في أرض تغطيها زهور القطن في قرية الحدادية في ريف الحسكة الشرقي، يقول عبدالله المحمّد لوكالة فرانس برس "أنقذت الطاقة الشمسية الزراعة والمزارعين من الزوال."

قبل ٣ سنوات، وعلى وقع جفاف هدّد محاصيل القمح والقطن والشعير في منطقة تعتمد في غالبيتها على الزراعة البعلية وهطول الأمطار، نصب المحمّد العشرات من ألواح الطاقة الشمسية بسبب انخفاض كلفتها وعدم توفر المازوت والكهرباء، لتشغيل مضخات استخراج المياه الجوفية من أجل الريّ.

ويقول "قبل الأزمة، كانت المحروقات متوافرة وكذلك الكهرباء، لكن الوضع بات صعباً اليوم".

تراجعت قدرة السلطات بين عامي ٢٠١١ و٢٠٢١، على تأمين التيار الكهربائي في سوريا بنسبة ٥٧ ٪، وفق تقرير للأمم المتحدة.

دفع ذلك سوريين في مختلف المناطق إلى الاعتماد، مجبرين، على الطاقة الشمسية، لا بوصفها خياراً صديقاً للبيئة.

ويروي المزارعون كيف وفّرت الطاقة الشمسية تكبّد المزارعين تكلفة المحروقات التي بات سعرها باهظاً إن توفّرت، في حين بالكاد تلامس ساعات التغذية بالتيار عتبة ٤ ساعات يومياً.

على بعد ١٠ كيلومترات من قرية الحدادية، يقول حميد العودة الذي يعتمد على ٢٧٢ لوحا لتوليد الطاقة الشمسية، "تضرّرت محاصيل المزارعين الذين لا يعتمدون على الطاقة الشمسية، ويبست مزروعاتهم". ويوضح أن "بعضهم بات اليوم يبيع المولدات لشراء الألواح". وبفضل اعتماده على الطاقة الشمسية، تمكّن العودة من زرع ٤٠ دونماً من القطن.

وتكاد ألواح الطاقة الشمسية تحجب الرؤية عن أسطح المنازل وفي المزارع وحتى أمام المحال التجارية في محافظة الحسكة، أبرز مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا.

يفاقم التغيّر المناخي الذي تعد سوريا من بين الدول الأكثر تأثراً به، الوضع سوءاً مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات الأمطار، ما انعكس في تراجع مستوى المياه الجوفية.

ويوضح المحمّد "كانت المياه تخرج من عمق ٣٠ متراً، لكنها تراجعت إلى عمق ٦٠ متراً"، الأمر الذي جعل ري المحاصيل أكثر صعوبة.

ونتيجة عوامل مرتبطة بالتغيّر المناخي، من المحتمل ينخفض هطول الأمطار بنسبة ١١٪ خلال العقود الثلاثة المقبلة، وفق تقرير نشرته منظمة أي أم أم إيه بي الدولية المتخصصة عام ٢٠٢٢.