4 حقائب ووثائق هوية وأجهزة تنفس.. هكذا تستعد "ميد" وأهالي غزة للحرب

أعلن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف أن الرشقة الأولى من الصواريخ في العملية العسكرية التي أسماها "طوفان الأقصى" كانت حوالي ٥ آلاف صاروخ عبر تسجيل صوتي له، بثته وسائل الإعلام المحلية والعربية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن عدد الصواريخ كان 2500 صاروخ.

في الوقت الذي انطلقت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، بدأت ميد حميد وعائلتها تتجهز لاستقبال أي صاروخ إسرائيلي قد يضرب المنطقة حسبما أوضحت لـ بلينكس.

فالعائلات غالبا ما تغادر منازلها إذا سمعت خبرا عن قصف محتمل لمنطقتها.

تبدأ التحضيرات بالحقائب الصغيرة، واعتادت عائلة حميد أن توكل ابنتها ميد هذه المهمة، تقول الشابة التي تبلغ من العمر 22 عاما أنها تحضر 4 حقائب صغيرة تتوزع محتوياتها على النحو التالي:

الحقيبة الأولى: تحوي ذهب الأم وبنات العائلة بالإضافة لجوازات السفر، والأوراق الثبوتية مثل شهادات الميلاد.

الحقيبة الثانية: تحوي ملابس لكل أفراد العائلة بمعدل "لبسة واحدة لكل شخص" حسب طلب الأم.

الحقيبة الثالثة: تضم أجهزة اللابتوب والهواتف المحمولة مع شواحن كهربائية، نظرا لأن الابتعاد عن المنزل يمكن أن يطول لفترة طويلة حسب مجريات الحرب.

الحقيبة الرابعة: تحوي جهاز تبخيرة، وهو جهاز تنفس أوكسجين صغير. الهدف من هذا الجهاز هو استخدامه في حالات الطوارئ التي تضطر فيها العائلة لعبور شارع يملأه الغبار بفعل القصف لأن ميد "تعاني من حساسية في الجهاز التنفسي" فتضعه على وجهها بعد عبور منطقة الخطر لتستعيد تنفسها بشكل طبيعي.

بدأت العملية العسكرية التي أسمتها حركة حماس "طوفان الأقصى"، باقتحام مسلح لمستوطنات غلاف غزة برا، وقتلت إسرائيليين حسب ما تفيد تقارير صحافية إسرائيلية، وسيطرت على مناطق متفرقة من مستوطنتي أسدود وسديروت وهما أقرب مستوطنتين لقطاع غزة.

أول خطوة فعلتها ميد بعدما أيقنت أن الحرب قادمة، لبست "عباءة الصلاة" استعدادا للخروج في أي وقت من البيت دون تجهيز يأخذ وقتا طويلا، لأن "جميع الأغراض لازم تكون جاهزة مشان نطلع بسرعة" حسبما توضح لبلينكس.

اجتمعت عائلة حميد في بيتها بعد أن اتصل الأب بأبنائه المتزوجين ليأتوا إلى منزله، وذلك لتخفيف وطأة الخوف الذي غالبا ما يسيطر على المدنيين أثناء القصف، وتقول ميد "أن نجتمع في بيت واحد، هو ما يشعر أمي بالاطمئنان".

بعد اجتماع الأسرة تتوزع المهام بين الشبان الذكور ليذهبوا إلى أقرب سوق لتأمين الاحتياجات الأساسية "لأننا لا نعرف إلى متى ستظل الحرب قائمة" على حد تعبير ميد.

ينزل والد ميد حميد إلى سوق الخضار ليشتري الأشياء الضرورية التي غالبا ما يرتفع سعرها في هذه الفترة بواقع شيكل أو٢ شيكل حسبما تقول ميد.

بالتوازي، يذهب شقيقها إلى المخبز المجاور الذي يقف على بابه مئات الأشخاص، تقدرهم ميد بأكثر من 2000 شخص يحاولون شراء الخبز.

ويبلغ سعر الـ٢٥ رغيف خبز في قطاع غزة ٨ شواكل (دولارين أميركيين تقريبا).