تناثرت جثث مدنيين إسرائيليين في جنوب إسرائيل بالقرب من غزة على جانبي طريق سريع في سديروت محاطة بشظايا زجاجية، بحسب رويترز.

الصدمة التي شعر بها الإسرائيليون صباح يوم السبت، أعادت إلى الأذهان مفاجأة حرب 1973 (حرب أكتوبر) قبل ٥٠ عاماً تقريباً، حين تحول هجوم مصري سوري واسع النطاق بسرعة إلى كارثة بالنسبة للجيش الإسرائيلي "غير المستعد"، بحسب ما تقول أسوشيتد برس.

آنذاك، كما هو الحال الآن، افترض الإسرائيليون أن أجهزة استخباراتهم ستكون قادرة على تنبيه الجيش إلى أي هجوم أو غزو كبير في وقت مبكر. ولا يزال هذا الفشل الهائل يطارد إرث رئيسة الوزراء آنذاك غولدا مئير، بحسب الوكالة.

والآن، فإن السؤال حول كيفية شن مثل هذا الهجوم الضخم والمنسق، يمثل بالفعل تحديًا كبيرًا لإسرائيل.

قالت حماس إن مقاتليها أسروا العديد من الإسرائيليين في القطاع، ما أعاد إلى الأذهان حادثة أسر الجندي جلعاد شاليط عام 2006، الذي اختطفته حماس وتمت مبادلته بأكثر من 1000 أسير فلسطيني تحتجزهم إسرائيل حينها.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه في تصعيد دراماتيكي لم يسبق له مثيل منذ عقود، أرسلت حماس أيضا طائرات شراعية إلى إسرائيل، ليتذكر الإسرائيليون ما وقع في أواخر الثمانينات عندما عبر مسلحون فلسطينيون من لبنان إلى شمال إسرائيل على متن طائرات شراعية وقتلوا ٦ جنود إسرائيليين.

أشار مسؤولو حماس إلى مصادر التوتر القائمة منذ فترة طويلة بين إسرائيل والفلسطينيين، بما في ذلك النزاع حول المسجد الأقصى.

في السنوات الأخيرة، تزايدت اقتحامات المتشددين للأقصى، مثل إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي.

وأشارت تصريحات حماس أيضًا إلى توسيع المستوطنات اليهودية على الأراضي التي يطالب بها الفلسطينيون لدولتهم المستقبلية، وجهود بن غفير لتشديد القيود على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وفي المفاوضات مع قطر ومصر والأمم المتحدة، طالبت حماس بتقديم تنازلات إسرائيلية يمكن أن تخفف الحصار المستمر منذ 17 عاما على القطاع وتساعد في وقف الأزمة المالية المتفاقمة.

يأتي اندلاع أعمال العنف في وقت صعب بالنسبة لإسرائيل التي تواجه أكبر احتجاجات في تاريخها بسبب قانون الإصلاح القضائي.

وتسببت الحركة الاحتجاجية، التي تتهم نتنياهو بالاستيلاء على السلطة، في انقسام المجتمع الإسرائيلي وأطلقت العنان لاضطراب داخل الجيش الإسرائيلي.

ويشكل جنود الاحتياط العمود الفقري للجيش الإسرائيلي، وقد أثارت الاحتجاجات داخل صفوف الجيش مخاوف بشأن تماسك الجيش واستعداده العملياتي وقوة الردع في الوقت الذي يواجه فيه تهديدات على جبهات متعددة.

خاضت إسرائيل وحماس ٤ حروب انتهت باتفاقيات فرضت جوا من الهدوء، لكن القضايا العميقة والأساسية للصراع نادراً ما تتم معالجتها وتمهيد الطريق للجولة التالية من الغارات الجوية والصواريخ.

ومع تزايد نفوذها في هذه الجولة، فمن المرجح أن تضغط حماس بقوة أكبر من أجل تقديم تنازلات بشأن القضايا الرئيسية، مثل تخفيف الحصار والإفراج عن السجناء الذين تحتجزهم إسرائيل، بحسب أسوشيتد برس.