جبهات الشرق الأوسط تنفجر في وجه واشنطن.. والسيناريوهات كثيرة

المعركة بين إسرائيل وحماس يمكنها أن تتحول إلى حرب أوسع، ما يهزّ المنطقة التي تنهكها الأزمات والانقسامات، وتستضيف والعديد من القوات الأميركية، حسب بوليتيكو.

ويمكن للجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك ميليشيا حزب الله اللبنانية، أن توفر القوة البشرية لحماس أو تغتنم الفرصة لتحفيز العنف في أماكن أخرى، وفق بوليتيكو.

ومن الممكن أن يمتد القتال إلى ما هو أبعد من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس إلى الضفة الغربية. فهناك، تصاعدت التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع قيام إسرائيل ببناء المزيد من المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.

لكن كلّ حكومة أو مجموعة مسلحة لديها أيضا ظروف تدفعها لتجنب هذه المعركة، بما في ذلك عدم الرغبة في تعريض العلاقات مع واشنطن للخطر أو إراقة الدماء والأموال في حرب ليس لها نهاية واضحة.

وقال مسؤول أميركي مطلع على القضية لبوليتيكو، فضل عدم الكشف عن هويته "جرت اتصالات مع أيّ شخص لديه تأثير بطريقة أو بأخرى (على حماس)".

وحذّرت إسرائيل الجهات المعادية الأخرى من التدخل. وقال مسؤول إسرائيلي إن "توسيع ساحة القتال ضدّ إسرائيل سيقابل بردّ قاس، بما في ذلك أعمال حازمة وفتاكة من جانب إسرائيل".

سارع البعض في واشنطن وخارجها إلى اتهام طهران بأنّها المسؤولة الفعلية عن هجوم حماس. فإيران تقدّم الدعم المالي والعسكري لحماس منذ فترة طويلة، رغم تتابع النفي الأميركي.

وورد في تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأحد، نقلا عن مسؤولين كبار في حماس وحزب الله، إن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم.

لكن جماعات مثل حماس تحتفظ بمستوى معين من الاستقلال عن طهران، ولم يلق المسؤولون الأميركيون اللوم بعد على إيران.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "في هذه اللحظة، ليس لدينا أي دليل يظهر لنا إن إيران كانت متورطة بشكل مباشر في هذا الهجوم، في التخطيط له أو في تنفيذه".

لا توجد إجابة نهائية على هذا السؤال حول كيف يمكن لهجوم حماس المتطور والمتعدد الجوانب أن يحدث من دون أن تتمكن أجهزة المخابرات الإسرائيلية الضخمة، أو أجهزة المخابرات الأميركية، من رصده والحصول على معلومات بشأنه مسبقا.

وتوقع عضو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، جوناثان شانزر، أنه "سيكون هناك نوع من لجنة تحقيق وطنية في ما يتعلق بالإخفاقات الاستخباراتية التي حدثت".

وقال شانزر إن التفكير التقليدي في إسرائيل هو أن حماس كانت دائما تمثل تهديدا "تكتيكيا" خطيرا، ولكن ليس التهديد الذي يمكن أن ينهي قدرة إسرائيل على البقاء. لكن ربما لم تقدّر إسرائيل بشكل كامل أنّ حماس، بمساعدة إيران، تطورت إلى تهديد استراتيجي ضخم، وفق ما قال شانزر.

تعمل الولايات المتحدة بالفعل على تكثيف توفيرها للمعدات العسكرية والذخائر وغيرها من الموارد لإسرائيل. كما أنها تنشر سفنا وطائرات بالقرب من إسرائيل لإظهار الدعم.

وتأتي هذه التحركات وسط صراع حزبي في الولايات المتحدة الأميركية حول ما إذا كان ينبغي على واشنطن الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا في ظل الغزو الروسي.

وسرعان ما تحدث الجمهوريون، الذين أعربوا عن مخاوفهم المتزايدة بشأن الدعم المستمرّ لأوكرانيا، لصالح مساعدة إسرائيل.

وفي الوقت الحالي، يصر المسؤولون الأميركيون على أن مساعدة إسرائيل على الجبهة العسكرية لن تؤثر على المساعدات المقدمة لأوكرانيا. وتشارك أنظمة مختلفة في كثير من الحالات.

في وقت سابق من هذا العام، قال مسؤولون صينيون إنهم على استعداد للمشاركة في محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

قال المسؤول الكبير في السفارة الإسرائيلية ببكين، يوفال واكس، الأحد إن إسرائيل كانت تتوقع أن تصدر الصين "إدانة أقوى" لحماس.

وأضاف للصحفيين: "عندما يُقتل الناس، يُذبحون في الشوارع، فهذا ليس الوقت المناسب للدعوة إلى حل الدولتين"، حسب ما نقلت رويترز.

ورغم ذلك عادت الخارجية الصينية، الإثنين، ولفتت إلى حلّ الدولتين، وقالت متحدثة باسم الخارجية الإثنين، تعليقا على الأزمة في الشرق الأوسط، إن بكين تعارض العنف والهجمات.

وتابعت المتحدثة ماو نينغ إن الطريق الصحيح للمضي قدما هو تنفيذ حلّ الدولتين، مضيفة أنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يتحرك لتهدئة الوضع، حسب ما نقلت رويترز.