حرب أخرى داخل إسرائيل: الأسرى أو نتنياهو؟

تقول منى هانوك، 58 عاما، حابسة دموعها "كل هؤلاء الناس الرهائن يجب أن يعودوا. لقد فشلت هذه الحكومة فشلا ذريعا. جميع هؤلاء المختطفين، الأمر لا يطاق".

وتأتي هذه المرأة التي هاجرت إلى إسرائيل قبل 15 عاماً، كل يوم على دراجتها للمشاركة في الاعتصام ضد نتانياهو.

تشير هانوك بيدها إلى الجدار المحيط بوزارة الدفاع، حيث لُصقت صور معظم الرهائن الذين اختطفتهم حركة حماس خلال هجومها على البلدات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة، والذي خلّف أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي.

تضيف هانوك، وهي أميركية تقول إنها كانت في نيويورك عند وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001 "إنها مأساة جماعية لم نشهدها من قبل. أمّنتُ نتنياهو لمدة 15 عاماً على حياة أبنائي".

تنتقد هانوك رئيس الوزراء الذي حكم إسرائيل أطول فترة في تاريخها، حيث أمضى 16 عاماً على رأس الحكومة، بسبب "غروره وهوسه بإرثه"، بحسب ما تروي. وتقول قبل ركوب دراجتها الهوائية "هذا إرثه، يداه ملطختان بالدماء".

تجلس سيندي كوهين على كرسي بلاستيكي، وتحمل لافتة كُتب عليها "اتفاق تبادل الأسرى حالاً".

تقول "علينا إطلاق سراح جميع الرهائن في مقابل إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل".

تضيف "يجب على نتنياهو أن يرحل بالتأكيد. كان ينبغي عليه أن يفعل ذلك قبلاً. لقد تخلى عن بلاده".

لم يفوّت يائير ديكمان، أي تظاهرة منذ يناير. يقول الرجل المولود في تل أبيب "لا أستطيع تقبّل فكرة أنّ رجلاً يواجه 3 محاكمات بتهم فساد هو المسؤول عن شؤون الدولة. لقد اختُطفت بلادنا من جانب حكومة غير شرعية. لن أرتاح قبل أن يرحل".

ويلوّح شاب يدعى ناتي بالعلم الإسرائيلي أمام السائقين الذين يطلقون أبواق سياراتهم لإظهار دعمهم للمعتصمين.

ويقول "بمجرد انتهاء هذه الحرب، سنخرج إلى الشوارع للمطالبة برحيل "بيبي، اللقب الذي يطلق على نتنياهو في إسرائيل، مضيفاً "لقد خُطف أبناؤنا وهذه مسؤوليته".

يصرخ يوسف بريسمان داخل خيمة المتدينين، وهو إسرائيلي يعتمر قلنسوة سوداء، للتعبير عن "كرهه" لرئيس الوزراء، مثيراً دهشة كبيرة لمن حوله، إذ أن اليهود المتدينين ممثّلون في الائتلاف الحكومي.

ويقول "عليه أن يستقيل. ولكن أولاً، أريد أن نضع حداً لحماس، بشكل كامل، وأن نطلق سراح الرهائن والعائلات. هذا ما يتعين علينا القيام به".

وفي مكان قريب، يلوّح رجل بلافتة كُتب عليها "يجب محاكمة مجرمي كارثة 2023" وعلقت في أسفلها صورة تُظهر رئيس الوزراء وأكثر أعضاء حكومته تطرفاً خلف قضبان السجن.