رغم القصف.. "عزمي" يحاول إضحاك أطفاله في غزة

القيشاوي، ٥٩ سنة، يتساءل مستغرباً كيف يمكن للعالم أن "يتفرج ويسمح لإسرائيل بقطع المياه".

يقول الأب الفلسطيني الذي درس في الولايات المتحدة، ويعمل باحثاً في مجموعة الأزمات الدولية، إنه يقوم بغلي المياه قبل شربها، متمنياً أقل الأضرار بصحة أسرته، وفق أسوشيتدبرس.

بصوت حزين وغاضب يقول القيشاوي إنه مصدوم من صمت العالم عما يجري للشعب الفلسطيني في غزّة.

مخزون الطعام الذي بدأ يشّح يقلق العائلة الفلسطينية التي تعكس حالتها، عشرات الآلاف من حالات الأسر الفلسطينية الأخرى في القطاع المحاصر، حسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس.

أحياناً يكون القصف عنيفاً ومكثفاً يصعب معه الخروج لشراء الضروري من المواد الغذائية، ومع تضاؤل المخزون لديه، يحاول القيشاوي الخروج للحصول على الخبز عندما يستطيع.

على سبيل المثال، شهد يوم الخميس طابوراً طويلاً أمام أحد الأفران وفترة انتظار وصلت إلى 5 ساعات للحصول على رغيفٍ واحدٍ.

يقول القيشاوي إن المال ليس المشكلة، فهو لديه ما يكفي لشراء ما يحتاجه لأحفاده، لكن المشكلة أنه لا يوجد أي شيء أصلاً لشرائه، وعادة ما يتناول الأطفال بقايا الخبز وحليب البودرة.

فيما تمتلك بعض الأسر بعض الدجاج الحي، وأفران غاز لطبخ المأكولات وبيعها، إلا أن ذلك يحتاج ساعات طويلة من الانتظار للحصول على طبق من الأرز والدجاج.

يقول القيشاوي، للوكالة، إنه كان يتمنى لو أنه لم ير المياه المستخدمة في تحضير الطعام، فهي ذات لون أصفر يأتي من عربة يجرها حمار. وأضاف أنه آثر عدم إخبار زوجته.

"الآن ليس الوقت لتكون متطلباً" يقول القيشاوي من منزل صديقه حيث لجأ إليه بعد إنذارات إسرائيل بمغادرة مدينة غزّة.

يضيف أن أي مياه متوفرة بعد غسل الأطباق، تستخدم في تنظيف المرحاض الوحيد، يضيف متهكماً أنه بدون مياه للشرب وطعام كافٍ، فاستخدام المرحاض قليل.

حسب وصف أسرة القيشاوي، فإن أصعب فترات اليوم، هي الفترة المسائية، حيث يتصاعد القصف الإسرائيلي ويشعل ليل غزّة.

وللتخفيف عن صغار الأسرة، يقوم القيشاوي بتقليد أصوات القذائف وينجح في إضحاكهم.

إلا أن الأكبر سناً من أفراد الأسرة، يخافون عند اشتداد القصف، خاصة وأنهم يشاهدون الأخبار ويعرفون ما يسببه هذا القصف من قتلى وجرحى ودمار، بحسب القيشاوي.

يقول إنه يحاول أن يبدو متماسكاً أمام أفراد أسرته، لكن في أغلب الأحيان ينهار في موجة من البكاء.

يضيف "إن الأمر يقتلني، ويفطر قلبي" على مشاهدتهم بهذه الحال.