انخفضت أعدادهم إلى 1000 شخص.. مَن هم مسيحيو غزة؟

أمام كنيسة برفيريوس والركام المحيط بها، تجمع أهالي الضحايا يوم الجمعة 20 أكتوبر، من عائلات العمش والصوري والطرزي، لتوديع من فقدوهم من الرجال والنساء والأطفال. ثم أقاموا قداسا جنائزيا ورتلوا ترانيم "أيها الشهداء القديسون، الذين جاهدوا حسناً وتكلّلوا، تشفعّوا إلى الربّ أن يرحم نفوسنا".

المسيحيون في غزة يتوزعون بين ثلاث طوائف:

• الكنيسة الكاثوليكية:

التي تتبعها كنيسة دير اللاتين ومدارس الراهبات الوردية والعائلة المقدسة وراهبات المحبة وجمعية كاريتاس.

• الكنيسة الأرثوذوكسية:

هم غالبية المسيحيين في غزة، وتتبعهم كنيسة برفيريوس ومدرسة بطريركية الروم.

• الكنيسة البروتستانتية:

تتبعها المستشفى الأهلي المعمداني، الذي شهد مجزرة أودت بحياة المئات.

بعد اتفاقية أوسلو عام 1994، كان هناك ما يقدر بنحو 3500 مسيحي في غزة، بعضهم من سكان غزة الأصليين، وبعضهم لاجئون من قرى فلسطينية دمرت في نكبة 1948، وبعضهم من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية الذين عادوا مع ياسر عرفات، عقب توقيع الاتفاق.

بسبب الحروب الإسرائيلية المتتالية على القطاع في الأعوام 2008 و2012 و2014، رحل عدد كبير منهم، إلى دول الجوار أو إلى أوروبا والولايات المتحدة ليلتئم شملهم مع عائلاتهم أو لمواصلة الدراسة الجامعية أو فرص العمل.

وبحلول العام 2014، لم يعد هناك في غزة سوى نحو 1300 مسيحي، بحسب تقديرات منظمات حقوقية.

استمر نزيف المسيحيين في غزة بمرور الأعوام، في العام 2019، انخفضت أعدادهم إلى 1050، وفي العام 2022، لم يبق في القطاع سوى حوالي 850 مسيحيا.

المسيحيون المتبقون في غزة لديهم علاقات وصلات قرابة في الضفة الغربية والقدس وإسرائيل والأردن.

عادة تمنح السلطات الإسرائيلية عدد قليل منهم تصاريح أمنية مؤقتة تسمح لهم بمغادرة القطاع في مناسبة أعياد الكريسماس للصلاة في كنيستي القيامة والمهد والالتقاء بعوائلهم، ولكن تلك الإجراءات معقدة، وقد تنتهي بالرفض، مثلما حدث في عيد الفصح في أبريل الماضي، حسبما ذكرت صحيفة ذا ناشيونال.

الأب مانويل مسلم يعتبر أشهر الشخصيات المسيحية اللاتينية في غزة.

ويحظى الأب مانويل بعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، والراعي السابق لكنيسة دير اللاتين في غزة.

حظى الأب بشهرة كبيرة عقب حرب 2014 حين قال "إن هدموا مساجدكم ارفعوا الآذان من كنائسنا".

وفي ظل اشتعال الحرب الجارية في غزة، ناشد الأب مانويل المجتمع الدولي كسر صمته تجاه ما يحدث في غزة، رافضا دعاوى التهجير من شمال القطاع "رحلتم مرة فلا ترحلوا مرتين، لكي ينتصر حقكم ويهزم باطلهم".