أهالي المعتقلين الفلسطينيين يترقبون "الصفقة"

وفاء أبو غلمي واحدة من آلاف الفلسطينيين الذين باتوا يترقّبون تنفيذ صفقة تبادل للأسرى بعد احتجاز حماس إسرائيليين في القطاع.

تقول أبو غلمي من منزلها في رام الله في الضفة الغربية، إنها تنتظر لقاء زوجها "بفارغ الصبر"، مضيفة "فرِحنا في بداية الحرب حين علمنا بنجاح حركة حماس بخطف جنود إسرائيليين".

تضيف للوكالة "لكن بعد توالي الأنباء عن شهداء ودمار وتشريد عائلات في غزة، بدأت أشعر بالألم لأن ثمن رؤية زوجي سيكون غاليا".

ووفاء أبو غلمي زوجة عاهد أبو غلمي الصادرة بحقه 9 أحكام بالسجن لمدى الحياة، وحكم آخر بالسجن لمدة 50 سنة، بتهمة المشاركة مع خلية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي، عام 2001.

تعيش خالدة أبو سطحة على أمل إطلاق سراح زوجها محمد أبو سطحة الصادرة في حقه 4 أحكام بالسجن المؤبد بتهم أمنية، والمعتقل منذ العام 2001.

وتقول لوكالة فرانس برس "أشعر بالألم الشديد والوجع من مشاهد قتل الأطفال والأمهات في غزة، ولا أعرف كيف سألتقي زوجي، بدموع الفرح على لقياه أم بدموع الحزن على الذين استشهدوا".

وتضيف أبو سطحة أنها "مسمّرة أمام التلفاز" منذ بدء الحرب، و"أتلقى اتصالات هاتفية من أصدقاء وأقارب وأهالي أسرى آخرين يتمنون أن يتم إطلاق سراح زوجي في صفقة تبادل أسرى مع الجانب الإسرائيلي".

وتعبّر عن شبه يقين بأن التبادل سيحصل عندما تقول "فرحتنا بالتأكيد ستكون منقوصة، وسنشعر أن عيون أهالي الشهداء ستبقى تلاحقنا".

يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 6000 فلسطيني بينهم حوالى 559 معتقلا محكومين بالسجن مدى الحياة.

وكثّفت إسرائيل منذ السابع من الشهر الجاري الاعتقالات التي طالت فلسطينيين في جميع أرجاء الضفة الغربية، إذ بلغ عددهم 1680 بينهم نساء وأطفال، وفق بيانات نادي الأسير الفلسطيني الذي يتابع شؤون المعتقلين في إسرائيل.

أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار السبت أن الحركة مستعدة "فورا" لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، على أن تشمل "الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة".

أما إسرائيل فلا يبدو أنها موافقة، حيث قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي الثلاثاء، إنه "لا يوجد اتفاق يلوح في الأفق" بشأن الإفراج عن المحتجزين في غزة بينما تواصل إسرائيل غزوها البري للقطاع.

وبثّت حركة حماس، الإثنين، مقطع فيديو تظهر فيه 3 نساء قدمتهن على أنهن من الرهائن. وطالبت إحداهن نتنياهو بالعمل على تبادل أسرى مع حماس.

جاء إعلان حماس في وقت يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ضغوط من أهالي الرهائن الإسرائيليين لدى حماس. ودعا نتنياهو الإثنين المجتمع الدولي للانضمام الى إسرائيل بطلب "تحرير فوري وغير مشروط" للرهائن الذين تحتجزهم حماس.

أبرم الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني صفقات عدة لتبادل أسرى خلال السنوات الماضية. لكن لم يكن هناك يوما لدى حماس هذا العدد من الرهائن المخطوفين من إسرائيل. وبين الأسرى أجانب وحملة جنسيات مزدوجة و33 طفلا، وفق نتنياهو.

في العام 2011، حصلت عملية تبادل بين حركة حماس وإسرائيل شملت الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي خطفته الحركة في العام 2006 و1027 معتقلا فلسطينيا.

كان يحيى السنوار ضمن الذين شملتهم الصفقة، وكانت صدرت في حقه 4 أحكام بالسجن المؤبد منذ العام 1988.

وحسب نادي الأسير الفلسطيني، أعادت إسرائيل اعتقال 70 شخصا من الذي شملتهم صفقة شاليط على مراحل مختلفة، آخرها خلال الأسابيع الماضية، ومنهم 50 لا يزالون معتقلين لغاية الآن.

في العام 1985، حصل تبادل معتقلين بين القيادة العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وإسرائيل شملت 1155 فلسطينيا، مقابل 3 جنود إسرائيليين.

بعض المعتقلين الحاليين في إسرائيل يتمتعون بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، على رأسهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي (65 عاما) الذي اعتقل في العام 2002 وصدرت في حقه 4 أحكام بالسجن لمدى الحياة بتهمة الوقوف خلف سلسلة من العمليات التي استهدفت إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية.

وبين المعتقلين أيضا أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات (70 عاما) الذي اعتقل في العام 2003 وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما.

ومن قياديي حركة حماس، عبد الله البرغوثي (51 عاما) الذي اعتقل في العام 2003، وصدر بحقّه حكم تاريخي بالسجن لمدة 5200 عام، إضافة الى 67 حكما بالسجن المؤبد، وهو أعلى حكم يصدر بحق أسير فلسطيني.