مستوطنو الضفة الغربية.. "جاري التسليح" والهدف فلسطيني

في 12 أكتوبر، بعد أيام من هجوم حماس، قُتل والد محمد وادي وشقيقه بالرصاص عندما اعترض مستوطنون وجنود إسرائيليون جنازة 3 فلسطينيين قتلهم مستوطنون في اليوم السابق، حسبما قال مراسلان من رويترز و3 شهود آخرون.

كان هذا واحدا من أكثر من 170 هجوما للمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين سجلتها الأمم المتحدة منذ عملية حماس.

وقال وادي (29 عاما) في قرية قُصرة "كان العرب واليهود يرشقون بعضهم بالحجارة. ويبدو أن المستوطنين في نفس عمري يحملون جميعا أسلحة آلية الآن".

ولم تتمكن رويترز من تحديد هوية من أطلق النار على والد وادي وشقيقه بشكل قاطع. وقال المسؤولون الفلسطينيون الذين حققوا في واقعة الجنازة إن إطلاق النار جاء على ما يبدو من مستوطنين وليس من جنود، وهو رأي أيده 3 أشخاص آخرون كانوا يشيعون الجنازة.

يقول خبراء أمن إسرائيليون إن العنف المرتبط بالمستوطنين أصبح من الصعب وقفه في ظل الحرب المستمرة في غزة والقوة المتزايدة للسياسيين من اليمين المتطرف.

وقال المسؤول السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ليئور أكرمان، "هناك خطر داهم من نشطاء اليمين المتطرف في الضفة الغربية". ويهاجم المستوطنون قرى وبلدات فلسطينية، كان آخرها قرية حوارة حيث حطموا واجهات المحال واعتدوا على المدنيين الفلسطينيين.

وذكر أكرمان أن المستوطنين يستغلون انتشار الجنود في غزة وشمال إسرائيل، حيث تقاتل القوات حزب الله اللبناني، لشن هجمات بدون قيود. وأردف قائلا "الجيش أكثر انشغالا الآن مما يسمح للمستوطنين بالعمل بحرية.

وأضاف "إنهم يتلقون الدعم أيضا من ممثلي الحكومة، مما يجعل الأمر صعبا على الأجهزة الأمنية".

وعين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزراء يمينيين متطرفين، من بينهم بن غفير، في حكومته العام الماضي لضمان فترة أخرى في المنصب.

يقول وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وهو واحد من وزيرين كبيرين على الأقل في الحكومة يعيشان في المستوطنات، إنه أمر بشراء 10 آلاف بندقية لتسليح المدنيين الإسرائيليين، ومن بينهم مستوطنون، بعد هجوم حماس.

وظهر الوزير اليميني المتشدد يشرف شخصيا على توزيع الأسلحة.

ونشر بن غفير على حسابه الرسمي على إكس، الخميس، دعوته إلى الإسرائيليين حمل السلاح، إلا أنه حذف المنشور بعد ساعات قليلة. وقال فيه: "هذه أجوبة لبعض الأسئلة التي قد تراودكم في مسار الحصول على رخصة سلاح. تحققوا من أهليتكم وسلّحوا أنفسكم".

ولم يرد مكتب بن غفير على طلب للتعليق عما إذا كانت الأسلحة قد وزعت بالفعل في الضفة الغربية. وقال على تويتر في 11 أكتوبر إنه تم توزيع 900 بندقية هجومية في مناطق شمال الضفة الغربية بالقرب من لبنان، وسيتم توزيع آلاف أخرى قريبا.

تظهر صور فوتوغرافية نشرتها وكالة فرانس برس الخميس، مستوطنين إسرائيليين في مركز للتدريب على الرماية باستخدم أسلحة فردية في مستوطنة مجدال عوز في الضفة الغربية، في مؤشر على استجابة المستوطنين لدعوات بن غفير.

تقول شيرا ليبمان رئيسة مجلس يشع، المنظمة الرئيسية للمستوطنين في الضفة الغربية، لرويترز إن المستوطنين لم يشاركوا في عمليات قتل ولا يستهدفون الفلسطينيين.

وقالت ليبمان لرويترز "تلقينا ما يكفي من الهجمات الإرهابية الوحشية. نواجه عدوا يريد تدميرنا" لتؤكد على مخاوف أمنية واسعة النطاق بين الإسرائيليين عقب هجوم حماس. وأضافت "فرق الأمن المحلية" مجهزة لحماية التجمعات السكنية اليهودية.

يقول محمد وادي إن عائلته تتجنب العمل المسلح وترى تصاعدا في الأعمال العدائية للمستوطنين. ويعمل وادي في هيئة حكومية فلسطينية تراقب عنف الجنود والمستوطنين.

وأوضح المسؤول السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ليئور أكرمان أن عنف المستوطنين يهدد بتفجير أعمال مسلحة من جيل جديد من النشطاء الفلسطينيين ظهر في الضفة الغربية من بينهم مجموعة عرين الأسود التي دعت يوم الثلاثاء إلى شن هجمات على إسرائيل.

وعبر أحد سكان قُصرة والذي ذكر اسمه الأول فقط، عبد الله، عن غضبه المتزايد. وقال "أنا مستعد لحمل السلاح لو حصلنا عليه".

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن هجمات المستوطنين أسفرت عن مقتل 29 شخصا هذا العام. ووقع 8 منها على الأقل منذ السابع من أكتوبر، مما أثار قلق الفلسطينيين وخبراء الأمن الإسرائيليين والمسؤولين الغربيين.

ونددت واشنطن بهجمات المستوطنين في الضفة الغربية، كما أدان الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء "إرهاب المستوطنين" الذي ينذر "بتصعيد خطير للصراع".

وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن هجمات المستوطنين اليومية تضاعفت لأكثر من مثليها، منذ 7 أكتوبر.

وبحسب الأمم المتحدة، هذا العام هو الأكثر دموية في 15 عاما على الأقل بالنسبة لسكان الضفة الغربية إذ قُتل نحو 200 فلسطيني و26 إسرائيليا. لكن في الأسابيع الثلاثة التي تلت هجوم حماس، قُتل 121 فلسطينيا آخرين في الضفة الغربية.