موسم الزيتون في جنوب لبنان.. "القصف لم يمنع القَطف"

"بلينكس" جالت على عدد من القرى الحدودية في جنوب لبنان واستطلعت المشهد في بعض كروم الزيتون. الحركة هناك نشطة جداً رغم التوتر، فالنساء والرجال يتوزعون بين الأشجار لقطف المحصول، فيما تحوم فوق رؤوسهم طائرات التجسُّس الإسرائيلية.

يقول الشاب علي الذي يعمل في حقل زيتون في منطقة دير ميماس الجنوبية لـ"بلينكس" إنَّه لا خوف من الطائرات، فالأمر عاديّ والهدف هو الإتيان بالزيتون مثلما يحصل كل عام.

ويضيف: "نعمل هنا منذ الصباح حتى المساء. عندما تكون الأوضاع متوترة في المناطق المحاذية لنا، نتجنب المجيء إلى الحقول، لكن عندما يعمّ الهدوء، نعود بشكل طبيعي".

في كثير من كروم الزيتون ضمن الجنوب، برز نشاط لليد العاملة اللبنانية بدلاً من تلك الأجنبية، كما كان يحصل في عادة.

عن هذا الأمر يشرح زنجي قائلاً: "في ظل الأوضاع المتوترة، السوريون نزحوا من المناطق الحدودية، الأمر الذي فتح المجال للبنانيين من أجل العمل في قطاف الزيتون وبالتالي الانخراط في هذا العمل".

اللافت أيضاً هو أنّ بعض الشبان الجنوبيين النازحين إلى المدارس سعوا للعمل في قطاف الزيتون، والأمر هذا حصل في مناطق مثل شبعا – جنوب لبنان.

عن هذا الأمر، صرّح أحد أصحاب الكروم الزراعية هناك لـ"بلينكس" مشترطاً عدم الكشف عن هويته قائلاً: "بعض النازحين أرادوا العمل من أجل تحصيل المال في ظل الأوضاع القائمة. كروم الزيتون كانت مفتوحة لهم من أجل الانتفاع، وهذا ما حصل فعلاً".

المواطن عارف السيد يقول إنّ تكاليف قطاف الزيتون ارتفعت نوعاً ما هذا العام، مشيراً إلى أن أجرة العامل الواحد يومياً بلغت 17 دولاراً.

المبلغ هذا يختلف بين مكان وآخر، ففي بلدات مثل الطيبة، أجرة العامل في كروم الزيتون قد تتجاوز الـ 20 دولاراً، علماً أن هذا المبلغ لا يشمل التكاليف الأخرى المرتبطة بالطعام والشراب أثناء العمل.

أما بالنسبة لسعر زيت الزيتون، فيُجمع المواطنون الذين التقتهم "بلينكس" على أمر واحد، وهو أنّ الأسعار سترتفع قليلاً لسبب واحد وهو أنَّ كمية الزيتون هذا العام ليست كثيرة مقارنة بالعام الماضي.

على صعيد الأسعار، فإن سعر تنكة زيت الزيتون في الجنوب سيتراوح بين 120 و 150 دولاراً.

أما في مناطق أخرى، فقد يكون السعر أدنى من ذلك، والمؤثر هنا بشكل أساسي هو العوامل الأمنية التي شهدها الجنوب خلال الآونة الأخيرة.