حرب "الكولتان".. صراعات إقليمية على المعدن النفيس

الكولتان معدن شحيح يستخدم في صناعة الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب المحمولة، وبعض أجزاء الصواريخ والأسلحة الحديثة والمركبات الفضائية والأقمار الصناعية.

وتسببت الطفرة التكنولوجية الأخيرة في ارتفاع سعر الكولتان إلى 400 دولار للكيلوغرام، في حين كانت شركات مثل نوكيا وسوني تكافح لتلبية الطلب.

تمتلك الكونغو 80% من الكولتان في العالم، وتتوزع الـ20% المتبقية في أستراليا وكندا والبرازيل والموزمبيق والصين وإثيوبيا وبنسبة أقل في تايلاند وماليزيا، بحسب ما جاء في تقرير الجامعة الكندية.

وبسبب هذا الكنز تأججت نزاعات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، خاصة بين "حركة 23 مارس" المتمردة ومليشيات موالية للحكومة، ما دفع مجموعة شرق أفريقيا، وهي اتحاد يضم 7 دول، قواتها إلى هناك العام الماضي.

حركة 23 مارس المتمردة تشكلت قبل أكثر من 10 سنوات وتسيطر على مساحات واسعة من الأراضي شرق البلاد، بحجة الدفاع عن بعض القبائل ضد الميليشيات الموالية للحكومة.

وكانت بوروندي الدولة الأولى من بين 4 دول أرسلت قواتها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية في أغسطس من العام الماضي، تليها كينيا وجنوب السودان وأوغندا، وتتولى كينيا القيادة العامة.

أكثر من 6.9 مليون نازح تركوا منازلهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد زيادة وتيرة العنف في البلاد، بحسب ما جاء على لسان ممثل للأمم المتحدة.

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في بيان: "مع استمرار الصراع وتصاعد العنف، تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أكبر أزمات النزوح الداخلي والأزمات الإنسانية في العالم". وأشارت إلى أن أكثر من 4.8 مليون نازح تستضيفهم الأسر المحلية في بلدان مجاورة.

تلقى جنود جماعة شرق أفريقيا انتقادات متكررة من الحكومة الكونغولية ومنظمات المجتمع المدني طوال فترة انتشارها، حيث اشتكى رئيس البلاد فيلكس تشيسيكيدي، من "افتقارها إلى الفعالية"، وطالبها بالتصرف بشكل أكثر عدوانية ضد "حركة 23 مارس" المتمردة أو مغادرة البلاد.

قال وزير الاتصالات الكونغولي باتريك مويايا "الرسالة واضحة، يجب على القوة الإقليمية لمجموعة شرق أفريقيا أن تغادر جمهورية الكونغو الديمقراطية بحلول الثامن من ديسمبر المقبل، كما هو متفق عليه، لأنها لم تكن قادرة على حل المشكلة مع "حركة 23 مارس" المتمردة." وذلك بحسب ما نقل موقع "إيه بي سي نيوز" الأميركي.