حرب غزة تحاصر "لوازم النساء الشخصية"

تضغط الحرب بالفعل على النظام الصحي في قطاع غزة وتُحيله إلى حالة أقرب للانهيار، تنخفض قدرة النساء النازحات في القطاع على الحصول على خدمات صحية، بينما يعانين من ظروف المعيشة الاستثنائية داخل المخيمات المكتظة بالآلاف، بالإضافة إلى نقص المياه.

ففي الملاجئ المنتشرة في جنوب غزة، تعاني النساء من حزمة من الأمراض، بينها الأمراض المنقولة جنسيا والتهابات المسالك البولية، واضطرابات الدورة الشهرية، بالإضافة إلى حالات النزيف والالتهابات الناتجة عن استخدام موانع الحمل طويلة الأمد كاللولب، الذي تعجز النساء الآن عن إزالته، وفقا لتقرير حديث أعده الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة ونشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

بالإضافة إلى نقص المياه النظيفة، تشير النساء والفتيات أيضا إلى نقص حاد في منتجات العناية الشخصية كالفوط الصحية، وكذلك حبوب منع الحمل الذي تضطر النساء لتقاسمها معا.

إنجاب طفل تحت القصف مهمة مستحيلة أخرى، حيث يحدد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن هناك حوالي ٥٠ ألف امرأة حامل في قطاع غزة، بينهن ٥٥٢٢ متوقع أن تضع طفلها خلال الشهر المقبل، بمعدل يزيد عن ١٠٠ ولادة لليوم الواحد في القطاع المحاصر.

إلا أنه لا يوجد في غزة مكان آمن للولادة، ويتوقع الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة أن تتبع ١٥٪ من حالات الولادة مضاعفات، إلا أنه لا وقت للمضاعفات في غزة إذ لا يتاح للنساء الدخول للمستشفيات أو المراكز الصحية ليضعن أطفالهن إلا بعد أن تتسع أرحامهن بشكل كامل، وبعد الولادة يتعين عليهن مغادرة المستشفى خلال ٣ ساعات فقط، إذ تعاني المستشفيات من نقص الموارد والمساحات.

في بعض الأحيان، تضطر النساء للمفاضلة ما بين الولادة في منازلهن المعرضة لخطر القصف، أو الولادة في الملاجئ المكتظة حيث لا يمكنهن أن ينعمن بقدر من الخصوصية.

تقول شروق وهي امرأة من قطاع غزة في انتظار أن تضع طفلها إنها حاولت البحث عن مساعدة طبية خارج الملاجئ، سواء من طبيب أو قابلة، إلا أنها تعثرت في طريقها بسبب رؤيتها لسيارة تنفجر، آثرت المرأة وزوجها لدى تلك اللحظة أن تعود للملجأ كما وصفت لوكالة فرانس ٢٤، إذ تقول: "ربما لو لم أكن حامل لتمكنت من التأقلم. ولكني أخشى على سلامة طفلي الذي لم يولد".

بسبب القصف كانت شروق قد اضطرت لمغادرة منزلها إلى الملجأ منذ فترة، إلا أن الانتقال لا يعني أن مخاوفها قد تراجعت، فاليوم تنتابها مخاوف جديدة أثناء انتظارها في الطابور إلى دورات المياه مع بشكل يومي، إذ تفكر في كم الأمراض الممكن أن تنتقل إليها جراء مشاركة دورة المياه مع الآلاف، في ظل عدم توافر الصابون.