لماذا وكيف نفذت "حماس" هجوم ٧ أكتوبر؟

من مقر وجوده في الدوحة، تحدث عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية عن دوافع الحركة للقيام بهذا الهجوم، فيقول لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إنه كان هناك حاجة لتغيير المعادلة برمتها وليس مجرد "صدام"، فكان ما حدث نجاح في إعادة القضية الفلسطينية على الطاولة، فلا أحد يشعر بالهدوء في المنطقة.

تأمل الحركة أن تصبح حالة الحرب ضد إسرائيل دائمة على كل الجبهات بحسب تصريح طاهر النونو، المستشار الإعلامي لحماس.

شنت حماس والفصائل الفلسطينية الهجوم، وسقط العديد من المقار العسكرية والمستوطنات لساعات، ومعها وصلت كلمة حماس وتحقق الهدف الذي قال عنه الحية "كان علينا أن نقول للناس إن القضية الفلسطينية لن تموت".

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية تفاصيل بداية الهجوم والتخطيط له، فأشارت إلى أن الأوامر الأولى صدرت من قيادات الفصائل الفلسطينية لمقاتليها قبل الساعة الرابعة صباح اليوم ذاته، بطلب الجميع الذهاب لصلاة الفجر.

وجاءت الأوامر بالصيغة الآتية "يجب على أي شخص كان يحضر الدورات التدريبية العادية ولم يكن يخطط لحضور صلاة الفجر في مساجده المعتادة أن يذهب للصلاة".

التعليمات الجديدة صدرت شفهيا بعد حوالي الساعة للمقاتلين "أحضر أسلحتك وأي ذخيرة لديك وقم بتجميعها في معالم محددة"، وبصورة هيراريكية انتشرت التعليمات في جميع أنحاء غزة بشكل متسلسل، فمن قادة "الكتائب" المكونة من مائة أو أكثر، وصلت الأوامر لقادة الفصائل المكونة من 20 أو 30 مقاتلا.

عندما تجمع جميع الأفراد، بدأ توزيع المزيد من الذخيرة والأسلحة الأقوى، لتبدأ الأوامر بشكل واضح بحلول السادسة صباحا، فعلى الرجال أن يندفعوا عبر الفجوات التي سيتم تفجيرها أو تحطيمها عبر السياج المحيط بغزة، والذي تبلغ تكلفته مليار دولار.

حققت العملية أكثر من المتوقع، فقد قُتل وأُسر عدد أكبر من المتوقع وفقا لمسؤولين بحسب نيويورك تايمز.

عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام ١٩٨٧ تأسست حركة حماس التي شكلت حينها مجموعة مسلحة صغيرة والتي ظهر تأثيرها مع عمليات التفجير إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام ٢٠٠٠ بحسب أسوشيتد برس عام ٢٠٢١.

كانت باكورة الصواريخ التي أنتجتها الحركة تحمل اسم "القسام"، ذات مدى قصير وتأثير محدود لدرجة أنها كانت تسقط داخل غزة.

في مرحلة لاحقة أصبح لدى كتائب القسام القدرة على إنتاج الصواريخ محليا استنادا للتكنولوجيا الإيرانية، وهو ما يقول عنه المحلل الأمني المستقل فابيان هينز، قبل عامين، إن الحركة بدأت في غزة إنتاج الصواريخ اعتمادا على القاعدة التقنية والمعرفية الإيرانية، لكنهم حاليا أصبح لديهم اكتفاء ذاتي.

قبيل جولة مايو ٢٠٢١ بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، أشارت تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن حماس تمتلك ترسانة مكونة من 7000 صاروخ ذات نطاقات مختلفة يمكنها تغطية كامل إسرائيل تقريبا، بالإضافة إلى 300 صاروخ مضاد للدبابات و100 صاروخ مضاد للطائرات. كما حصلت على العشرات من الطائرات بدون طيار ولديها جيش يضم نحو 30 ألف مقاتل، بما في ذلك 400 من قوات الكوماندوز البحرية.