eSIM مصرية لربط غزة بالعالم

كانت الكاتبة المصرية ميرنا الهلباوي تتابع بحزن ما يجري في غزّة، حين انقطع اتصال القطاع بالعالم في المرة الأولى، في 27 أكتوبر الماضي، ومع مرور الوقت، لم تستلم للشعور بالعجز، خاصةً بعدما أوحت لها إحدى متابعاتها بفكرة تزويد أهل غزة بشرائح الاتصال الإلكترونية.

تقول الهلباوي، وهي مؤسسة المبادرة لبلينكس، إن "هذه المرة الأولى التي ينقطع فيها الانترنت داخل غزة، سألتني إحدى المتابعات التي تعيش خارج مصر عن احتمالية إرسال شرائح اتصال إلكترونية للسكان في قطاع غزّة، طلبت منها أن ترسل لي شريحتين لتجربتهما".

وتتابع الهلباوي "بحثت كثيراً حينها، حتى وجدت شخصين لديهم اتصال ضعيف جداً بالإنترنت، وهما هند الخضري وأحمد من غزّة، أرسلت لهم الرموز codes ونجحا في استخدامها".

توضح الكاتبة المصرية أنها بدأت العمل على المبادرة بشكل فردي للغاية عبر حسابها على تطبيق إنستغرام، وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت المبادرة في التوسع، لكنها حتى الآن مبادرة فردية تطوّعية غير مدعومة من أي منظمة.

وتضيف الهلباوي "بعد الإعلان عن نجاح استخدام الشرائح الإلكترونية في غزّة، أصبح عندي آلاف من codes على بريدي الإلكتروني، وانضم لي في اليوم التالي مؤسسة صفحة speak up، ودشنا بريد إلكتروني خاص بالمبادرة نستقبل من خلالها رموز الشرائح الإلكترونية من الأجانب بالخارج، ونرسلها إلى أهالي غزّة".

الشرائح الإلكترونية أو الـe-sims هي شرائح اتصالات افتراضية، يتم شراؤها عبر الإنترنت، وتتيح للمستخدمين تنشيط باقات إنترنت دون الحاجة لشرائح اتصالات فعلية.

حالياً، توفر عدد من شركات الإتصالات الأوروبية شراء شرائح الاتصالات الإلكترونية عبر الإنترنت، وهي عبارة عن رموز code يحصل عليها المشتري عند إتمام عملية الشراء، ويتم إدخالها في إعدادات الهاتف، ومن ثم تُفعّل باقة الإنترنت.

قبل بدء حرب إسرائيل على غزّة، كان ينتشر استخدام شرائح الاتصالات الإلكترونية بين المسافرين ومدونّي السفر، ممن يقومون بشراء هذه الشرائح ليتمكنوا من استخدام الإنترنت فور وصولهم إلى وجهتهم، دون الحاجة إلى شراء شرائح اتصالات فعلية من البلد التي يسافرون إليها.

ومع اندلاع الحرب، وقطع الإنترنت والاتصالات عن غزّة، وجد عدد من المدونين فائدة جديدة لهذه الشرائح.

مع زيادة عدد المتطوعين في المبادرة، وزيادة الشرائح التي ترسل إليهم لإرسالها إلى سكان غزّة، شكّل المتطوعون ما يشبه بخليّة نحل تعمل على مدار الـ 24 ساعة، لتوصيل رموز الشرائح.

تقول الهلباوي "نعمل على مدار الـ 24 ساعة، عبر تطبيق واتس اب، نقسم أنفسنا ونحرص دائماً أن يكون هناك شخص متواجد لتوفير الأكواد، وتفعيلها".

في بداية المبادرة كانت الأولوية في إرسال الشرائح الإلكترونية للصحفيين في القطاع والطواقم الطبية، وبعد نحو 10 أيام من بدء المبادرة، استقبلت المبادرة أكثر من 16 ألف كود لشرائح الكترونية للإنترنت، ووفرت منهم الإنترنت لنحو 7000 شخص من سكان القطاع حتى الآن.

لعل أبرز الصعوبات التي تواجه هذه المبادرة، هي أن خطوات إدخال هذه الشرائح على الهواتف معقّدة بعض الشيء، ولا تعمل دائماً.

وتوضح الهلباوي أن الشرائح الإلكترونية يمكن تفعيلها على أنواع هواتف معينة، كما أن عملية تفعيّلها عملية تحتاج إلى وقت، وفي 80% من الحالات تتطلب تدخل خطوة بخطوة من فريق المتطوعين حتى نجاح التفعيل، وإذا حدث أي خطأ، تصبح الشريحة غير صالحة.

وتضيف "لكل منطقة في قطاع غزّة أنواع شرائح معينة تسمح باستقبال الإنترنت، فأنواع الشرائح التي تعمل في الشمال، مختلفة عن الشرائح التي تعمل في الجنوب على سبيل المثال".

إضافة إلى ذلك، يشكّل عدد المتطوعين تحدياً، حيث تقول الهلباوي "لا نقدر على توسيع فريقنا بسرعة تكفي احتياجات من يحتاجون للشرائح الإلكترونية، ولا فرز آلاف الرسائل من المتبرعين التي تصلنا، مع الأخذ في الاعتبار حساسية وخصوصية الأمر، من جهة المتبرعين، وتفاصيل الأشخاص الذين نتواصل معهم في قطاع غزّة".