حارسة الأجواء الإسرائيلية تحفّز الصناعة الأميركية نحو الشرق الأوسط

مشروع القانون الذي أقرّه مجلس النواب الأميركي من شأنه أن يقدم 14.3 مليار دولار لإسرائيل.

تشمل المساعدات تخصيص ٤ مليارات دولار لشراء أنظمة دفاع لمنظومتي القبة الحديدية ومقلاع داود الإسرائيليتين، وذلك لمواجهة التهديدات الصاروخية قصيرة المدى، بالإضافة إلى بعض عمليات نقل العتاد من المخزونات الأميركية، وفق رويترز.

تشمل الحزمة أيضا أموالا لنحو 14 ألف صاروخ اعتراضي، مما يمنح الجيش الإسرائيلي 25 بطارية جديدة في جميع أنحاء البلاد، وفق ما نقلت جيروزاليم بوست.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية أن حزمة المساعدات التي اقترحها الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإسرائيل بقيمة 14 مليار دولار تتضمن أموالا لتجميع ما يصل إلى 100 قاذفة إضافية للقبة الحديدية، مما يوسع بشكل كبير الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي.

قال مسؤولون في الجيش والصناعة العسكرية بالولايات المتحدة الأميركية إن حرب إسرائيل مع حماس أحيت اهتمام الولايات المتحدة الخامل بإنتاج صواريخ نظام القبة الحديدية، وهو تطور من شأنه أن يساعد حليفها الإقليمي بإعادة الإمداد للصراعات المستقبلية، وفق ما جاء في تقرير سابق لوول ستريت جورنال.

ستستغرق أي شركة أميركية مصنعة لصواريخ تامير الاعتراضية أشهرا كي تتحرك، في الوقت الذي يتضاءل فيه مخزون إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية مع قيام حماس وحزب الله بإطلاق مئات الصواريخ على المواقع والمدن العسكرية الإسرائيلية كلّ يوم، حسب الصحيفة الأميركية.

ويأتي الاهتمام الجديد بإنتاج صواريخ تامير الاعتراضية لنظام القبة الحديدية بعد عامين من تخلي الجيش عن المعدات الإسرائيلية لصالح نظام أميركي الصنع يعتبره أكثر ملاءمة للصراع في المحيط الهادئ.

ويُعَد نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية" واحدا من أكثر الأنظمة التي تم اختبارها في المعارك على مستوى العالم، حيث نجح منذ نشره في عام 2011 في تدمير آلاف القذائف والصواريخ ومنع وقوع إصابات جماعية بين المدنيين.

كان الاستهلاك الهائل لقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة في أوكرانيا وصواريخ تامير الاعتراضية في إسرائيل مؤخرا سببا في زيادة تركيز مسؤولي الدفاع على بناء "كتلة ميسورة التكلفة"، وترسانة موثوقة من الذخائر المستخدمة بكثافة.

في عام 2020، أعلنت شركة Rafael Advanced Defense Systems وشركة RTX عن خطط لبناء مصنع في الولايات المتحدة لتجميع منظومة تامير.

لكن في العام التالي، تخلى الجيش عن نظام القبة الحديدية لصالح نظام الدرع الدائم الذي صنعته شركة Leidos ومقرّها الولايات المتحدة، بعد تبادل لإطلاق النار في صحراء نيو مكسيكو، وفق وول ستريت جورنال.

رغبة البنتاغون في الحصول على أسلحة ومعدات أكثر تطورا لردع التهديد المتصور من الصين، دفع الجيش إلى تفضيل النظام الجديد الذي طورته الولايات المتحدة والذي يُنظر إليه على أنه أكثر قدرة على التعامل مع صواريخ كروز سريعة الحركة على مسافات أكبر في المحيط الهادئ.

ويمول البنتاغون جزءا كبيرا من إنتاج ونفقات القبة الحديدية الإسرائيلية بموجب اتفاق قائم بين البلدين، والذي قال المشرعون إنه حافز آخر للإنتاج الأميركي.

عرقل أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء الماضي، مسعى نظرائهم بالحزب الجمهوري للحصول على موافقة سريعة على مشروع قانون يقدّم مساعدات طارئة لإسرائيل أقرّه مجلس النواب الأسبوع الماضي لكنّه لا يقدّم أي مساعدات لأوكرانيا في حربها ضدّ روسيا.

وقال السناتور الجمهوري، روجر مارشال: "الوقت أمر جوهري ومن الضروري ألّا يؤخر مجلس الشيوخ تسليم هذه المساعدات الحيوية لإسرائيل إلى يوم آخر"، حسب رويترز.

واعترض الديمقراطيون على مشروع القانون وطالبوا بتقديم مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية وتمويل أمن الحدود.

كما اتهموا الجمهوريين في مجلس النواب بتسييس الأزمة في إسرائيل، وأخروا المساعدات المقدمة لها من خلال اشتراطهم ربط الدعم بتقليص التمويل الموجه لدائرة الإيرادات الداخلية.

وقالت السناتور باتي موراي، التي ترأس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ "حلفاؤنا في أوكرانيا لا يستطيعون تحمل التأخير أكثر من حلفائنا في إسرائيل".

ولكي يتحوّل مشروع القانون إلى قانون، يجب أن يوافق عليه مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ومجلس النواب الذي يغلب عليه الجمهوريون وأن يوقعه بايدن المنتمي للحزب الديمقراطي.

وكان البيت الأبيض قال إن بايدن سيرفض مشروع القانون.