عدو آخر يقتل السوريين.. 11 مليون شخص في خطر

رضا اللحام طفل سوري يتيم الأب، قُتل والده في الحرب الدائرة في سوريا وهو بعمر السنتين. يقول رضا (14 عاما) الذي تحدث لبلينكس بوجود والدته: "كنت ذاهبا مع 2 من أصدقائي، بعد انتهاء دوام المدرسة لأزور قبر والدي حين عثر صديقي على قنبلة على أبواب المقبرة و بدأ يلعب بها ويرميها على الأرض". يضيف رضا أنه حذّر صديقه من خطر اللعب بالقنبلة، إلا أنه عند الخروج من المقبرة، انفجرت بسبب معاودة رميها. توفي صديق رضا على الفور بينما أصيب هو وصديقه الآخر.

أسعف المارّة رضا الذي أدت إصابته لتوقفه عن الدراسة لمدة عام.

ورضا من سكان مدينة حرستا في غوطة دمشق التي شهدت أعنف المعارك خلال الحرب في سوريا، آخرها عام 2018 حين أعاد الجيش السوري سيطرته عليها بعد 7 سنوات من النزاع.

تقول أم رضا، إن الحادثة وقعت منذ سنتين، أصيب ابنها على إثرها بكسور في يده وساقه وعدد كبير من الشظايا التي اخترقت أنحاء مختلفة من جسده، حيث أن الانفجار وقع بعد أن استدار رضا وبدأ يبتعد عن صديقه الذي كان يلعب بالقنبلة مما أنقذه من موت محتم. وتشرح أم رضا أن أحد الكسور لم يلتئم رغم مرور ما يقارب السنتين على الانفجار وأن هناك خطرا من إخراج الشظايا بسبب قربها من الأعصاب.

ولايزال رضا يشعر بالألم في مفصل ساقه عند المشي لمسافة طويلة، حيث قال إنه لم يحصل على أي نوع من المساعدة من أي جهة منذ أن وقعت الحادثة.

وتقول أم رضا أنها تأمل أن تخلق قصة ابنها وعيا أكبر عند الأطفال في الابتعاد عن أي جسم غريب في مناطق النزاعات.

وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في بداية سبتمبر من هذا العام، مقتل 7 مدنيين بينهم سيدة و3 أطفال، جراء انفجار ألغام وأجسام من مخلفات الحرب في سوريا، بالإضافة إلى إصابة 18 شخص آخر، بينهم سيدتين و9 أطفال.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ عدد القتلى المدنيين منذ مطلع يناير، 222 شخصا، بينهم 19 امرأة و67 طفل، جراء انفجار ألغام وأجسام من مخلفات الحرب في سوريا، بالإضافة إلى إصابة 271، من ضمنهم 95 طفلا و14 سيدة. وبذلك، يرتفع عدد ضحايا مخلفات الحرب من الأطفال إلى 162 طفل.

تقول المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا سهير زقوت لبلينكس "11 مليون سوري يعيشون في خطر التعرض لحوادث بسبب الألغام والأجسام غير المنفجرة من مخلفات الحرب". وتضيف أن "نتيجة حملات التوعية التي يطلقها الصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، اكتسب 230 ألف شخص مهارات إضافية حول السلوك الأكثر أمانا في المناطق الملوثة بمخلفات الحرب".

وبحسب بيانات الصليب الأحمر في سوريا، أحيل 8 ضحايا متضررين من "التلوث بالأسلحة" إلى مراكز تأهيل بدني، كما تم تقديم مساعدات عينية لـ200 متضرر من مخلفات الحرب.

وثّقت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بين عام 2015 و 2022 مقتل أو إصابة 15 ألف شخص جراء الذخائر المتفجرة، بما يعادل مقتل أو إصابة 5 أشخاص يومياً.

وفي يوليو 2018، وقّعت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام مذكرة تفاهم مع سوريا.

ومع نشرها في أكتوبر 2018، بدأت الدائرة في المشاركة في توسيع الأنشطة الإنسانية المتعلقة بالألغام والكشف عنها في جميع أنحاء سوريا، مع إعطاء الأولوية للمجتمعات الأكثر احتياجًا.

ووفق الأمم المتحدة، يعيش "حوالى 11.5 مليون شخص في مناطق ملوثة بالذخائر المتفجرة"، وهو "ما يجعل سورياً واحداً من 2 يعيش في خطر جراء مخلفات الحرب.