ماذا حصل في مستشفى الشفاء بعد الاقتحام؟

فورا، بدأ مئات من الشبان الخروج من العديد من الأقسام الطبية.

وكانت تقديرات للأمم المتحدة أشارت إلى وجود 2300 شخص على الأقلّ داخل المجمع، بينهم مرضى وأفراد طواقم طبية فضلا عن بعض النازحين.

قبل المعارك التي اندلعت في محيط المستشفى منذ أيّام بين حماس والجيش الإسرائيلي، كان عشرات آلاف النازحين لجأوا إلى المستشفى، كما إلى غيره من المؤسسات الطبية والتربوية، أملا بحماية أنفسهم من القصف المكثف الذي يتعرّض له القطاع منذ الـ٧ من أكتوبر، تاريخ شنّ حماس هجومها غير المسبوق على إسرائيل.

وتكثّف القصف بعد بدء الجيش الإسرائيلي عمليات برية واسعة داخل قطاع غزة في 27 أكتوبر. ومع تقدّمه في اتجاه مستشفى الشفاء، فتح الجيش "ممرا آمنا" خرج منه آلاف الفلسطينيين ونزحوا جنوبا.

• خرجت طوابير من الفلسطينيين وهم يرفعون أياديهم من أقسام الحروق والولادة والجراحة وغسيل الكلى، بحسب الصحافي العالق في المستشفى بعد أن كان قصده قبل أيّام للقيام بتغطية.

• في ساحة المستشفى، شاهد الصحافي قرابة ألف شخص مع أياديهم في الهواء، وطلب الجنود من البعض خلع ملابسهم.

• داخل أروقة المستشفى، كان بعض الجنود يطلقون النار في الهواء عند تنقلهم من غرفة إلى أخرى وهم يقومون بعمليات بحث وتفتيش دقيقة.

• تعالت أصوات بكاء نساء وأطفال في الأقسام المختلفة.

• مقابل قسم الطوارئ، وضع الجنود بوابة إلكترونية نصبت عليها كاميرات. ودخلت دبابات إسرائيلية المجمع، وتمركزت أمام أقسام مختلفة.

تتهم السلطات الإسرائيلية حماس، باستخدام المستشفيات، وبينها الشفاء، لشنّ هجمات أو الاختباء، واستخدام المدنيين "دروعا بشرية"، الأمر الذي تنفيه الحركة.

وتبنّت الولايات المتحدة اتهامات إسرائيل. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الثلاثاء، إن حماس والجهاد لديهما "مركز قيادة ومراقبة انطلاقا من مستشفى الشفاء".

يقع مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة حيث تدور معارك بين الجيش الإسرائيلي، ومقاتلين من حماس على الأرض.

دارت في محيط مستشفى الشفاء منذ أيّام معارك عنيفة ترافقت مع قصف إسرائيلي كثيف.

كانت الظروف صعبة داخل المجمع خصوصا في ظلّ انقطاع الكهرباء منذ أيّام.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، الأربعاء، إنه سلّم حاضنات وأغذية للأطفال وإمدادات طبية إلى المستشفى خلال العملية "الدقيقة والمحددة الهدف ضدّ حماس" التي يقوم بها في "منطقة محددة من المستشفى".

أكّد أنّ وحداته "تضمّ طواقم طبّية ومتحدّثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محدّدة للاستعداد لهذه البيئة المعقّدة والحسّاسة، بهدف عدم إلحاق أيّ ضرر بالمدنيين الذين تستخدمهم حماس دروعا بشرية".

ولم يُعرف إن كان الجيش نقل أيضا وقودا إلى المستشفى لتشغيل الحاضنات، إذ أن مولدات الكهرباء توقفّت خلال الأيّام الأخيرة عن العمل بسبب نقص الوقود في المستشفى.

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس وفاة 27 مريضا في العناية المكثفة و٧ من المواليد الأطفال الخدج بسبب انقطاع التيار الكهربائي خلال الأيّام الأخيرة.

وللمرة الأولى منذ ٤٠ يوما، دخلت شاحنة وقود من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي الأربعاء، وفق ما أفادت وسائل إعلام قريبة من السلطات في القاهرة.

وتوقفت مستشفيات عدّة عن تقديم الخدمات بسبب نقص الوقود.

وقُتل نحو ألف و200 شخص في إسرائيل منذ بدء هجوم حماس، غالبيتهم من المدنيين قضوا خلال اليوم الأوّل من الهجوم بحسب السلطات الإسرائيلية التي تُقدّر كذلك أن نحو 240 شخصا أخذوا أسرى في الهجوم. وقال الجيش الثلاثاء إن 46 جنديا قتلوا في قطاع غزة منذ بدء العملية البرية.

وكان مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية قال، الثلاثاء، إن "179 جثة" على الأقلّ دفنت في "قبر جماعي" في باحة المجمع، موضحا أن بينهم الأطفال الخدج الـ٧ الذين توفوا جرّاء انقطاع الكهرباء عن حاضناتهم.

وأضاف: "اضطررنا إلى دفنهم في قبر جماعي"، مشيرا إلى أنّ "الجثث تنتشر في ممرات المستشفى والكهرباء مقطوعة عن برادات المشارح".