هل فشل "مصنع النار" الإسرائيلي؟

يقول الجيش الإسرائيلي إن مديرية الاستخبارات العسكرية تستخدم الذكاء الاصطناعي والأدوات الآلية "لإنتاج أهداف موثوقة بسرعة ودقة" بحسب ما نقلت Times of Israel في نوفمبر هذا العام.

وقال ضابط استخباراتي إسرائيلي رفيع للصحيفة إنه يتم استخدام أدوات جديدة أخرى لأول مرة لتزويد القوات البرية في قطاع غزة على الفور بمعلومات محدثة حول الأهداف التي سيتم ضربها.

وقالت مديرية المخابرات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، وفق الصحيفة، إن ما يسمى بـ"مركز الأهداف" حدد حوالي 1200 هدف جديد لحماس في قطاع غزة وسط الهجوم البري المستمر الذي بدأ في أكتوبر.

دمجت إسرائيل أنظمة الذكاء الاصطناعي بسرية في عملياتها العسكرية بحسب ما نشرت Bloomberg في يوليو هذا العام.

ويقول تقرير الوكالة إن الجيش الإسرائيلي يستخدم الآن نظام توصيات الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه معالجة كميات هائلة من البيانات لاختيار أهداف للغارات الجوية بحسب مسؤولين، حيث يمكن بعد ذلك ربط الغارات اللاحقة بسرعة باستخدام نموذج ذكاء اصطناعي آخر يسمى Fire Factory، والذي يستخدم بيانات حول الأهداف الموافق عليها عسكريًا لحساب أحمال الذخيرة، وتحديد الأولويات وتعيين آلاف الأهداف للطائرات الحربية والطائرات بدون طيار، واقتراح جدول زمني.

و Fire Factory نظام متقدم لاتخاذ القرار يستخدم لاختيار أهداف الغارات الجوية ومعالجة البيانات لأنواع مختلفة من الخدمات اللوجستية العسكرية، بحسب ما يقول موقع defenceredefined.

ويشرح الموقع أن إسرائيل تقوم بجمع وتحليل البيانات من الطائرات بدون طيار، وكاميرات المراقبة، وصور الأقمار الصناعية، والإشارات الإلكترونية، والاتصالات عبر الإنترنت، وغيرها من المعلومات التي يجمعها الجيش.

قبل أشهر من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يقوم بدمج الذكاء الاصطناعي في "العمليات الفتاكة" بحسب مقال نشرته latimes. ولكن ما مدى دقة هذا الذكاء على أرض الواقع؟

نقلت الصحيفة عن نائب رئيس مركز الأمن الأميركي الجديد بول شار قوله إن "من المعروف أن أنظمة الذكاء الاصطناعي غير موثوقة وهشة، لا سيما عندما توضع في مواقف مختلفة عن بيانات التدريب الخاصة بها".

وأضاف أن "أي نظام ذكاء اصطناعي يشارك في قرارات الاستهداف، يحمل خطرا كبيرا يتمثل في أنك تضرب الهدف الخطأ" و"يمكن أن يتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين أو ضرب أهداف صديقة".

وفي مقال لمعهد ليبر عن تبني الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي، أكد باحثا القانون في الجامعة العبرية لـ latimes، تال ميمران وليور وينشتاين، على مخاطر الاعتماد على أنظمة آلية غامضة قادرة على التسبب في خسائر في الأرواح.

اعتمد الجيش الإسرائيلي في حروبه السابقة أنظمة أخرى من الذكاء الاصطناعي، حيث استخدم خلال عملياته في حربه في غزة في منتصف مايو عام 2021 سربا من الطائرات الصغيرة بدون طيار لتحديد مواقع حماس والتعرف عليها ومهاجمتها بحسب ما نشرت newscientist. ويُعتقد أن هذه كانت المرة الأولى التي يتم فيها استخدام سرب من الطائرات بدون طيار في القتال.

وعادة، يتم التحكم في الطائرات بدون طيار بشكل فردي من قبل مشغلين عن بعد، لكن السرب هو كيان واحد متصل بالشبكة يطير بنفسه باستخدام الذكاء الاصطناعي ويمكن أن يغطي مساحة واسعة ويستمر في العمل حتى لو فقد العديد من الوحدات.