صراعات
.
تواجه إسرائيل خطر مواجهة تمرد طويل ودموي إذا احتلت قطاع غزة دون وجود خطة لانسحاب قواتها وقبول إقامة دولة فلسطينية، وفقا لما قاله مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون ومحللون.
ووفقا لتقرير أعدته وكالة رويترز، بالاستناد إلى هذه المصادر، فإن أيا من الأفكار التي طرحتها إسرائيل والولايات المتحدة حتى الآن لإدارة قطاع غزة بعد الحرب لم تنجح في الحصول على دعم، مما يثير مخاوف الجيش الإسرائيلي في أنه قد يتورط في عملية دموية ممتدة، فماذا ينتظر إسرائيل؟ وما مصير المفاوضات؟
بينما تشدد إسرائيل سيطرتها على شمال قطاع غزة، يخشى بعض المسؤولين في واشنطن أنها تتجاهل دروس غزو العراق وأفغانستان من قبل الولايات المتحدة حيث تلا الانتصارات العسكرية السريعة سنوات من العنف المستمر.
ويقول مسؤولون ودبلوماسيون، إنه لم يظهر مثل هذا القدر من القلق من انتشار العمل العسكري في أنحاء الشرق الأوسط منذ الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.
وإذا تم إسقاط حكومة حماس في غزة، وتدمير بنيتها التحتية، وتدمير اقتصادها، يمكن أن يؤدي غضب السكان إلى تشجيع تمرد ضد القوات الإسرائيلية في شوارع القطاع، وفقًا لما يقوله دبلوماسيون ومسؤولون.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في نهاية الأسبوع أن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي لا ينبغي أن تتولى مسؤولية غزة، موكدًا أن الجيش الإسرائيلي هو القوة الوحيدة القادرة على القضاء على حماس، الأمر الذي دفع بعض المسوؤلين في إسرائيل للتأكيد أن إسرائيل لا تعتزم احتلال قطاع غزة.
وقال أكثر من 12 من سكان غزة أجرت رويترز مقابلات معهم إن الغزو الإسرائيلي يولد جيلا جديدا من المسلحين.
وقال مواطن فلسطيني في غزة لرويترز، رافضا الكشف عن اسمه بالكامل خوفا من الانتقام: "أنا لست عضوا في حماس لكن في أيام الحرب كلنا شعب واحد، وإذا قضوا على المقاتلين فسنحمل البنادق ونقاتل، قد يحتل الإسرائيليون غزة، لكنهم لن يشعروا أبدا بالأمان، ولا ليوم واحد".
وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن، نتنياهو يوم الأربعاء من أن احتلال غزة سيكون "خطأ كبيرًا"، في الوقت الذي يضغط مسؤولون أميركيون على إسرائيل لتحديد أهداف واقعية وخطة لتحقيقها.
تجري مناقشات واشنطن حول خطة ما بعد الحرب في غزة التي لا تزال في المراحل الأولية مع السلطة الفلسطينية، وأطراف أخرى في المنطقة وفقا لما ذكره مسؤولان أميركيان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما.
ويدرك مساعدو بايدن أن نتنياهو لا يحبذ فكرة استئناف المحادثات، وفي الوقت نفسه لا يريد الرئيس الأميركي خسارة أصوات الناخبين المؤيدين لإسرائيل من خلال الضغط على نتنياهو للتنازل للفلسطينيين.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن أن بلاده تعارض النزوح القسري للفلسطينيين من الأراضي وأي تقليص في حجمها أو احتلالها أو حصارها من قبل إسرائيل، مؤكدا أن واشنطن تود رؤية سلطة فلسطينية تدير في نهاية المطاف قطاع غزة وتوحد حكمه مع الضفة الغربية.
ويرى بعض الخبراء أن أي جهد لإحياء المفاوضات هو أمر بعيد المنال، لأسباب من بينها على وجه الخصوص الحالة المعنوية السيئة للإسرائيليين بعد ٧ أكتوبر، وكذلك الحالة المعنوية للفلسطينيين بعد الانتقام الإسرائيلي في قطاع غزة.
وبينما يسعى بايدن لإعادة انتخابه رئيسا العام المقبل، قد يتردد في نفور الناخبين المؤيدين لإسرائيل بأن يُرى وكأنه يضغط على نتنياهو لتقديم تنازلات للفلسطينيين.
ورغم الحديث عن أن السلطة الفلسطينية هي المرشح الطبيعي للعب دور أكبر في قطاع غزة البالغ عدد سكانه حوالي 2.3 مليون نسمة.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي لا يجب أن تتولى مسؤولية قطاع غزة. وذكر أن الجيش الإسرائيلي هو القوة الوحيدة القادرة على القضاء على حماس وضمان عدم عودة الإرهاب.
وأضاف أن قادة حماس ومقاتليها لن يستسلموا بل سيفضلون تفجير أنفسهم على الاستسلام.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير إن هناك خطوة قيد المناقشة وهي منح السلطة الفلسطينية دورا رئيسيا في توزيع المساعدات في فترة ما بعد الحرب في قطاع غزة لإحياء شرعيتها.
ولكن اتخذ بعض من كبار المسؤولين الفلسطينيين موقفا تجاه الفكرة، ومن بينهم رئيس الوزراء محمد أشتية، الذي وضح أن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى حكم قطاع غزة "على ظهر الدبابات الإسرائيلية".
وقال مسؤول أميركي إن اختيار زعيم لغزة سيكون معقدا لأن كل طرف في المنطقة لديه شخصياته المفضلة ومصالحه الخاصة.
وستدعم الولايات المتحدة في نهاية المطاف أي زعيم يحظى بتأييد الشعب الفلسطيني وحلفائها في المنطقة بالإضافة إلى إسرائيل، بحسب قول المسؤول.
وذكر جوست آر.هلترمان مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية "من الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى تجديد شباب القيادة الفلسطينية، لكن الدخول في غمار ذلك مرة أخرى أمر شائك للغاية".
وهناك مخاطر كبيرة من احتمال امتداد الصراع إلى الضفة الغربية المحتلة وإلى خارج إسرائيل.
ومهما كانت قرارات بايدن الدبلوماسية، يقول مستشاروه إنه ليس لديه مصلحة في جر الولايات المتحدة إلى دور عسكري مباشر في الصراع، ما لم تهدد إيران أو وكلاؤها في المنطقة المصالح الأمنية الأميركية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة