هل فتحت الهدنة في غزة "طرق العودة للشمال"؟

صمتت المدافع والطائرات الحربية، الجمعة، في خانيونس بجنوب القطاع المحاصر، مع بدء سريان هدنة الأيّام الـ٤ التي تتوافق مع الإفراج عن أسرى في غزة، مقابل أسرى في السجون الإسرائيلية.

وبدلا من أصوات القتال، حلّت زحمات سير وأبواق الآليات وصفارات سيارات إسعاف تحاول شقّ طريقها وسط جموع النازحين الذين خرجوا من المستشفيات التي لجأوا إليها هربا من الضربات.

بدت حياة المعمر، 50 عاما، على عجلة من أمرها وقالت لفرانس برس: "أنا عائدة إلى بيتنا" وهي بالكاد تتوقف.

وتابعت: "كنّا في مدرسة قرب مستشفى ناصر، ونهرب من الموت والدمار وكلّ ما كان يحدث" مضيفة بصوت مخنوق "لا أفهم ماذا حدث لنا ولماذا فعلوا بنا كلّ هذا؟".

ورغب كثيرون، صباح الجمعة، بالعودة لمعرفة ما إذا كانت منازلهم ما زالت صامدة.

على عربة يجرها حمار، يسعى أحمد فياض، 30 عاما، للعودة إلى قريته التي تبعد بعض الكيلومترات عن المدينة مع 70 فردا من عائلته الذين كانوا يعيشون "في إحدى المدارس".

في وقت انطلقت عشرات السيارات والعربات التي تجرّها الحمير والأحصنة، والتوك توك، ألقت طائرات حربية إسرائيلية فوق جنوب قطاع غزة منشورات تُحذّر الناس من مغبة العودة شمالا. وكتب على هذه المنشورات "الحرب لم تنته بعد" و"العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدا". ويعتبر الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة منطقة قتال وأمر كلّ المدنيين بمغادرتها.

ويصف خالد الحلبي، وهو من سكان مدينة غزة، الهدنة بـ"متنفس بعد 48 يوما من الضغط"، مشيرا إلى أنه نزح إلى مدينة رفح جنوبا. ويقول: "كنت أتمنى أن تشمل التهدئة كلّ قطاع غزة، السماح بالانتقال إلى الشمال، كي أعود لأعاين بيتي المهدوم وما تبقى منه".

وبحسب الرجل فإنّ "البضائع ستدخل. لم نعد قادرين على العثور على خبز أو وقود أو طعام".

بالنسبة لرائد صقر الذي نزح إلى رفح "أعتقد أنّ أيّام التهدئة هذه ضرورية لمحاولة لملمة الجراح، ومحاولة إعادة ترتيب أوضاع الناس على المستويين الإنساني والاقتصادي"، موضحا: "يعيش النازحون من المناطق الشمالية ومن مدينة غزة ظروفا مأساوية للغاية لا يمكن وصفها".

أمّا بسام النيرب فيرى أن التهدئة جاءت "متأخرة للغاية" موضحا "تعرضنا لخسائر كثيرة". ولكنه أكّد "التهدئة ستكون متنفّسا للناس كي يتمكن السكان من التنقّل وتأمين الغذاء والمياه".

ويضيف: "إن شاء الله أن تشكل هذه فرصة ليتحرك الناس وينعموا ببعض الحياة الطبيعية. وتكون كذلك مقدمة لتهدئة شاملة".