بعد الإفراج عنها.. روان تروي كواليس معاناة الحرب في سجن دامون

روان زيادة، صاحبة الـ29 ربيعا، علمت أنها على موعد مع الحرية قبل 5 دقائق فقط من الإفراج عنها، من سجن دامون الإسرائيلي. وعن ذلك قالت لبلينكس: "خبروني قبل بـ5 دقايق من طلعتي أنا وكل الأسيرات. كانوا يقولوا لـ4 بنات مثلا تجهزوا خلال 5 دقائق، وهكذا على دفعات".

اعتُقلت روان بعمر الـ20 بتهمة الطعن وحُكم عليها بالسجن 9 سنوات. وخرجت الجمعة ضمن اتفاق تبادل الأسرى. وتقول عن ذلك: "أساسا قضيت من الحكم 8 سنوات و4 أشهر ونصف بالسجن، كان المفروض أطلع بشهر 7".

وتضيف روان أن شعورها بسعادة التحرير لا يُوصف، وأن "أكبر فرحة ممكن الإنسان يعيشها هي فرحة الحرية".

قالت روان، إن ما قبل 7 أكتوبر ليس كما بعده حتى داخل السجون الإسرائيلية. وتشرح: "صحينا على الخبر، وبعد ساعة قطعت إدارة السجن الكهرباء وأخذوا التلفزيون والبلاطة الكهربائية التي نستخدمها للطبخ. وصادروا عددا من الراديوهات، بس كنا نخبي الراديو لأنهم (موظفي السجن) بيفتشوا، لنعرف الأخبار".

وتشرح روان معاناتها بعد هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر قائلة: "رشّونا بالغاز. رشّو كل الغرف بالغاز. دخلوا وصادروا أدوات المطبخ، والطناجر، والصحون، والملاعق، والكاسات وحتى الطعام وكل ما كنا نشتريه. لم يبقوا أي طعام في الغرف".

تضيف روان أن السجن تكفّل بالطبخ وتأمين وجبات الطعام للمعتقلين بعد 7 أكتوبر، وتقول "الطبيخ يلي كانوا يبعتوه غير جيد. كانت الكمية غير كافية لعدد المعتقلات. فمثلا كانت الكمية تكفي بس لبنت ونحنا 10 بالغرفة".

تحدّثت روان عن إجراءات مشددة بحقهم من قبل موظفي السجن. وتقول لبلينكس: "تعرّضت بعض المعتقلات للعزل لأسبوع. مثلا مرح باكير انعزلت من أول يوم من الحرب لغاية يوم تحريرها أمس. أيضا ياسمين شعبان انعزلت أسبوع كامل وتعرّضت للضرب خلال العزل".

تشير روان إلى أن عدد الأسيرات أصبح كبيرا بعد هجوم حماس، إلا أن السجن لم يوفّر عددا كافيا من الأسرّة، ما أجبر نصف المعتقلات في كل غرفة على النوم على الأرض. وتحدثت عن ممارسات موظفي السجن قائلة: "خلعوا أبواب الخزائن وصادروها".

كان للمعتقلات حرية الخروج إلى باحة السجن المكشوفة، خارج غرف السجن، من الـ7 صباحا وحتّى الـ7 مساء، قبل هجوم حماس بحسب روان. لكن الأمر تغيّر كليا بعد ذلك التاريخ، إذ مُنع الخروج باستثناء 45 دقيقة من أجل الاستحمام.

نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، عن مؤسسات تُعنى بشؤون المعتقلين الفلسطينية (هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز وادي حلوة)، أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية تجاوز 5200 فلسطينيا.

ومن بين المعتقلين أكثر من 36 أسيرة و160 طفلا. كما بلغ عدد المعتقلين الإداريين 1264 شخصا.