من غزة إلى الإمارات.. "ميرا" تستعد لرحلة علاج مصيرية

منذ اندلاع الحرب على غزة ضاعفت الإمارات مبادراتها تجاه القطاع الصغير المحاصر، بحسب فرانس برس.

وأرسلت الإمارات عبر مصر مستشفى ميدانيا لعلاج عشرات الآلاف من المصابين في عمليات القصف الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ السابع من أكتوبر حتى دخول الهدنة حيز التنفيذ.

انضمّت الطفلة ميرا وحوالي 80 شخصاً آخر، من جرحى ومرضى، يساعدهم أقرباؤهم الذين سُمح لهم بمرافقتهم إلى قافلة الجرحى المغادرين من قطاع غزة إلى أبوظبي.

وترافق ميرا شقيقتها الأكبر نهيل صاحبة الـ٣٥ عاما. وقالت نهيل لفرانس برس إن ميرا "أصيبت قبل شهر في انفجار قذيفة سقطت على منزل مجاور ما أدى لإصابتها بكسر في الجمجمة ونزيف دماغي".

وترى نهيل أن الأطباء في غزة قدموا لأختها ما يستطيعوا فعله وهم يقولون "إنّها بحاجة إلى العلاج"، لكن حوالى ثلاثة أرباع المستشفيات في غزة باتت خارجة عن الخدمة، فيما باتت عدّة مستشفيات في قلب المعارك ويحيط بها صوت أزيز الرصاص.

هذه الأسباب وغيرها جعلت ميرا من ضمن ألف طفل مصاب، الذين التزمت الإمارات باستقبالهم وعلاجهم بالإضافة إلى ألف مريض بالسرطان.

وحصل هؤلاء كلهم على تصاريح خروج خاصة، وهو ما يعدّ فرصة نادرة بالنسبة إليهم حتى قبل الحرب بسبب 17 عاما من الحصار الإسرائيلي، بحسب فرانس برس.

سبب آخر يدفع عائلة ميرا أن تحاول علاجها خارج غزة أن المستشفيات التي ما زالت مفتوحة "لا توجد فيها أدوية أو تخدير ولا ماء ولا كهرباء" بحسب الأخت الكبرى نهيل، التي قالت إنها سعيدة لرؤية شقيقتها تحظى بالعناية.

لكن نهيل في ذات الوقت تقول لفرانس برس إنها قلقة بشأن والدها الذي أصيب في اليوم ذاته ودخل المستشفى في غزة حيث يقول الأطبّاء إنّهم يقومون بإجراء العمليات الجراحية له "بما توافر من المعدات وعلى ضوء الشموع".

استقبلت الإمارات ٣ دفعات من المصابين الفلسطينيين القادمين من غزة حتى الآن، كانت أولها في ١٨ نوفمبر وآخرها في ٢٧ من ذات الشهر.

وحطّت الطائرة الأخيرة القادمة من مطار العريش المصري، في مطار أبوظبي وعلى متنها 93 من الأطفال الذين يعانون من إصابات وحروق شديدة بفعل القصف، ومن مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى علاج. ووصل على متن الطائرة مع المرضى 80 مرافقا من عائلاتهم.

وأرسلت الإمارات 51 طائرة إلى مطار العريش حتى الآن ضمن عملية "الفارس الشهم ٣"، وتحمل هذه الطائرات 1400 طنّ من الإمدادات العاجلة في إطار حزمة مساعدات بقيمة 20 مليون دولار مخصصة لغزة.

وكانت الإمارات قد أطلقت حملة تراحم من أجل غزة لجمع التبرعات إلى أهالي غزة، وهي حملة يرعاها الهلال الأحمر الإماراتي.