رؤوس حماس بالخارج.. هدف إسرائيلي يخشاه قادة الموساد السابقون

رغم مساعي إسرائيل وما قامت به سابقا من عمليات قتل في الخارج، وصلت إلى أكثر من 2700 عملية، بحسب كتاب "انهض واقتل أولاً" للصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان، فإن القيادات السابقة للموساد ترى في الأمر شرا، إذ يصفه المدير السابق للاستخبارات الإسرائيلية إفرايم هاليفي بأنه "غير حكيم"، وأن قتل قيادات الحركة التي تأسست نهايات القرن العشرين لن يقضي على التهديد، وإنما قد يدفع إلى تسريع خلق تهديدات أسوأ، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يرى السياسة الصحيحة فيما يخص ما حدث في السابع من أكتوبر في "تقديم جميع قادة حماس، كل أولئك الذين شاركوا في الهجوم، الذين خططوا له والذين أمروا بالهجوم، إلى العدالة أو القضاء عليهم".

بعد صعوده لرئاسة الوزراء لأول مرة بعام واحد، أعطى نتنياهو أوامره لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي سنة 1997 باغتيال رئيس حركة "حماس" بالخارج، فكان الأردن هو مسرح العمليات، إذ دخل أحد أعضاء الموساد في صورة سائح كندي، برفقة آخرين، لينثر مادة سامة في أذن مشعل، الذي دخل في غيبوبة، لم يكن ليستفيق منها سوى بتناول ترياق في إسرائيل.

حينها نجحت السلطات الأردنية في إلقاء القبض على المنفذين، ليصبحوا عرضة للمحاكمة وربما الإعدام، بل وإلغاء اتفاق السلام الموقع بين إسرائيل والمملكة، إلا إذا تم تقديم الدواء الذي يمكّن مشعل من العودة من الغيبوبة، بحسب تايم.

قبل وصوله لمقعد رئاسة الوزراء الإسرائيلية، كان إيهود باراك قد ارتدى زي امرأة في أبريل من عام 1973، ليخوض مع مجموعة من قوات النخبة الإسرائيلية "ساريت متكال" سلسلة من الاغتيالات في بيروت ولبنان لعدد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، أبرزهم النائب غير الرسمي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، كمال عدوان، في رد على عملية احتجاز رياضيين إسرائيليين خلال أولمبياد ميونخ ومقتل 11 منهم.

العملية التي عُرفت باسم "ربيع الشباب" كانت مواجهة برمائية، إذ أحضرت سفن البحرية الإسرائيلية بعض الجنود إلى الساحل قبالة بيروت، وكانت قوارب الكوماندوز في انتظارهم ونقلتهم إلى الشاطئ، ليدخلوا متنكرين في زي مدني، إلى سيارات يقودها عملاء الموساد الذين اقتادوهم بعد ذلك إلى أهدافهم المختلفة.

ارتدى باراك زي امرأة بشعر أسود، في حين ارتدى نائبه موكي بيتسر زي امرأة شقراء، وبمجرد وصولهما إلى الأرض، قاد باراك قواته إلى المباني التي تقع فيها أهدافه، ليقتل كلا من محمد يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر، بحسب يديعوت أحرونوت وبي بي سي.

"ربيع الشباب" كانت جزءا من حملة أكبر عُرفت باسم "غضب الرب" لتتتبع قادة فتح ومنظمة التحرير، لكنها سرعان ما توقفت في يوليو بعد قتل رجل بالخطأ في النرويج، حينما حاولت اغتيال القيادي بفتح "الأمير الأحمر" علي حسن سلامة، لا سيما أن سلطات البلاد قد أسفرت تحقيقاتها عن اعتقال وإدانة 5 من عملاء الموساد، وما ترتب عليه من كشف الشبكة الأوسع للاستخبارات في أوروبا، لتوقفها غولدا مائير تحت ضغوط أوروبا.

ظل سلامة في بنك أهداف الموساد، لتنجح خطة اغتياله بسيارة مفخخة عام 1979 في بيروت.