"البلطيق" شريان حياة تحول لنقطة صراع

عقب اجتماع في ستوكهولم، أصدر وزراء دفاع الدول العشر بيانا أكدوا فيه أن قرار "البند الدفاعي" يشمل قدرات بحرية وجوية سيتمّ نشرها في قلب منطقة قوة التدخّل السريع المشتركة، مما يشكل مساهمة عسكرية في حماية البنى التحتية الحيوية التحت مائية".

تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تفعيل بند دفاعي من قبل قوة التدخّل السريع المشتركة على أن يتم نشر القوات في مطلع ديسمبر بحسب ما جاء في البيان.

وتعليقا على القرار، أكد وزير الدفاع السويدي، بال جونسون، لقناة "إس تي في"، أنه سيتم نشر 20 سفينة حربية في بحر البلطيق وفي مناطق في شمال المحيط الأطلسي.

وشدّد الوزير السويدي على أنّ الأمر يتعلّق بمواجهة "وضع أمني خطر للغاية في العالم، وبخاصة في جوارنا".

وأضاف "يجب أن نكون قادرين على تنفيذ هذا النوع من العمليات للدفاع عن بنانا التحتية الحيوية، ولكن أيضاً لإرسال إشارة إلى روسيا".

"قوة التدخل السريع المشتركة" هو تحالف دولي تم إطلاقه في قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز عام 2014، تقوده المملكة المتحدة، ويضم مجموعات من القوات المسلحة في المملكة المتحدة و8 دول هي: الدنمارك وإستونيا وفنلندا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنرويج والسويد.

وتم تصميم المجموعة لإظهار قدرة المملكة المتحدة على نشر قوة بحرية فعالة في أي مكان في العالم، سواء بشكل فردي أو بالتعاون مع دول حليفة أخرى، بحسب ما جاء في الموقع الرسمي للبحرية الملكية البريطانية.

يقع بحر البلطيق في جنوب الدنمارك ويفصل شبه الجزيرة الإسكندنافية عن بقية دول القارة الأوروبية، وشهد صراعات عديدة بين الإمبراطورية الروسية – التي تحده من الشرق- والدول الإسكندنافية، منذ القرن الـ17 في محاولة للسيطرة على الحركة التجارية للبحر وفرض الزعامة في المنطقة.

وتبرز أهمية بحر البلطيق الإستراتيجية في العصر الحديث، فمنذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، تشهد دول بحر البلطيق تهديدا بقطع الغاز الروسي عنها، وعن وسط القارة الأوروبية وغربها.

وتنقل شركة "غازبروم" الغاز الروسي إلى الشمال الأوروبي، ومنه إلى قلب ألمانيا، ومنها إلى دول وسط أوروبا والتي تعتمد على الغاز الروسي بنسبة تفوق 90% حيث تصل درجات الحرارة في تلك البلدان إلى 30 تحت الصفر في الشتاء.