سرقوه بعد العزاء.. جرائم من نوع جديد تنتشر جنوب إسرائيل

في يوم 11 أكتوبر، وصل رجل إسرائيلي في الأربعينيات يدعى عامير تياس للمنطقة التي أقيم فيها حفل نوفا الموسيقي بالقرب من مستوطنة رعيم، التي أعلنها الجيش منطقة عسكرية مغلقة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.

وحتى يتمكن من اجتياز الجنود، ادعى الرجل أنه قدِم للمساعدة في تحديد أماكن الجثث، فسمح له الجيش بالدخول إلى الموقع، نظرا لحاجتهم إلى متطوعين، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.

أمضى الرجل بضع ساعات وانصرف.

تلقت الشرطة في وقت لاحق بلاغا عن سرقة مركبة كارافان كانت قد تُركت في موقف السيارات المخصص لمرتادي الحفل.

تعقبت الشرطة السيارة حتى عثرت عليها في المنطقة الصناعية "عيمك سارة"، والمفاجأة كانت أن المتطوع في البحث عن الجثث، هو نفسه من قام بسرقتها.

صفّ المتهم السيارة المسروقة بجانب مكان عمله، وعثرت الشرطة بحوزته على العديد من المستندات المسروقة من موقع الحادث، ومبلغ 10 ألاف دولار تعود لفريق الإنتاج، الذين قتل بعضهم، واختطف البعض الآخر عقب هجوم حماس على الحفل.

جندي برتبة رقيب في الجيش اعتقلته السلطات لسرقته قطعتي سلاح من طراز إم-16 مع منظار بصري من رفاقه الذين أصيبوا أثناء القتال في غزة.

بحسب لائحة الاتهام المقدمة ضده، والتي نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد وصل الجنديان الجريحان لمنطقة الإخلاء بمركبة هامر وتم نقلهما من هناك إلى مستشفى عسقلان، ونظراً لسوء إصابتهما، تركا معداتهما الشخصية في المركبة التي نقلت إلى مركز الكتيبة في مستوطنة قريبة.

لاحظ الجندي وجود السلاح، وسرقه. في البداية قام بتفكيك البندقيتين إلى أجزاء وضعها في أكياس قمامة سوداء ودفنها في الأرض، وأخفى ذلك بالطوب الإسمنتي حسب ما تقول لائحة الاتهام.

تنقل الصحيفة أن الرقيب اعترف بفعلته لكنه ادعى أنه كان تحت "عاصفة من المشاعر" لأنه أصيب بجروح في المعركة، ويخشى على سلامة والديه اللذين يعيشان في هرتسليا شمال تل أبيب، ولهذا السبب أراد إحضار الأسلحة لهما، حتى يتمكنا من الدفاع عن أنفسهما، بحسب ادعائه.

النيابة العسكرية وجهت له تهم مخالفات "نزع سلاح من سلطة عسكرية والسلوك غير اللائق". ومددت المحكمة اعتقاله حتى الخميس 7 ديسمبر.

"بدون قلب" هكذا وصف عوفر والد متان ليؤر سارقي مقتنيات ابنه "هؤلاء أناس عديمي القيمة".

أكثر ما أدهشه كان سرقة المتهمين معدات ابنه بعد معرفتهم بأنه قُتل في حفل نوفا، وأنهم امتلكوا الجرأة على المشاركة في بيت العزاء وكأن شيئاً لم يكن، بحسب قوله للصحيفة.

المعدات التي أحضرها متان للحفل تضمنت أنظمة مكبرات الصوت وأجهزة كهرباء وإضاءة.

قالت الشرطة إنها نجحت في العثور على جميع المقتنيات المسروقة مع أحد المتهمين والذي قال إنه لم يعلم بسرقتها وأن صديقاً له أحضرها لمنزله وطلب منه إبقائها عنده لفترة من الزمن، بحسب القناة 12 العبرية.

عوفر قال إن محفظة ابنه التي تضم بطاقة هويته، سرقت أيضاً من قبل شخص آخر عثرت عليه الشرطة، فيما بعد، وأعادت الوثائق للعائلة.

في حادثة أخرى بعد هجوم السابع من أكتوبر، ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على ثلاثة شباب إسرائيليين هم يران يعقوبوف، 28 عاما، ناثانيال أفيف، 29 عاما، وأوز روهام، 29 عاما، من بئر السبع بتهمة سرقة الممتلكات من قتلى ومصابي حفل نوفا الموسيقي، وفقاً لصحيفة ICE الإسرائيلية.

وبحسب لائحة الاتهام، توجه المشتبه بهم إلى موقع الحفل في الثامن من أكتوبر والذي أعلنه الجيش "منطقة عسكرية مغلقة"، وقاموا بخداع الشرطة عند نقطة التفتيش بالقول إنهم في طريقهم إلى موشاف باتيش، وادعى يعقوبوف بأنه يعيش في ذلك الموشاف (القرية).

الشرطي سمح لهم بالدخول دون تتبعهم، وبعد اجتيازهم الحاجز، واصل الثلاثة رحلتهم ودخلوا المنطقة التي أقيم فيها الحفل، وقاموا بالسطو على السيارات المهجورة والمقطورات التي كانت هناك، وجمعوا الكثير من ممتلكات المدنيين الذين قتلوا أو فروا.

الشرطة الإسرائيلية قالت إنه من بين الأشياء التي سرقها المشتبه بهم، كانت جهاز كمبيوتر محمول، وبطاقات هوية القتلى، وحقيبة تحتوي على آلاف الشواكل، ومجوهرات من أحد أصحاب الأكشاك، وزجاجات مشروبات كحولية، وكاميرات مراقبة، وبطاقات ذاكرة، وسماعات رأس.

بحسب الصحيفة وجهت للثلاثة تهم السرقة المشددة، ودخول مكان عسكري، والحصول على أغراض بطريقة احتيالية في ظروف مشددة، والسطو، ومحاولة السطو على مركبة بقصد ارتكاب السرقة، وعرقلة عمل ضابط شرطة، والدخول واقتحام مسكن، بعد اقتحام مقطورة كانت متروكة هناك وسرقة ممتلكات منها.

كما اتُهم ياكوفوف وروشيم بجرائم مخدرات، بعد ضبط مخدرات أثناء تفتيش منزليهما.

وفي حادثة أخرى، ألقت الشرطة القبض على جندي إسرائيلي من بيرشيڤا، بئر السبع، وبحوزته 2 كيلو من الماريغوانا.

ضُبط الشاب متلبساً، لكنه ادّعى أن تلك الكمية الضخمة لـ"الاستعمال الشخصي"، وأنه اضطر لشرائها "نظرا لهول الصدمة النفسية التي ألمت به بعد قتاله ضد الإرهابيين في قاعدة ناحال عوز العسكرية في السابع من أكتوبر"، و"بعد مشاهدته مقتل زميله في الوحدة أمام عينيه فأصيب باضطراب ما بعد الصدمة"، حسب ما أخبر الشرطة.

اكتشفت السلطات فيما بعد أن هاتفه الخلوي كان نشطاً في 7 أكتوبر في منطقة بيرشيڤا وليس في أي من مناطق القتال في ناحال عوز، بجانب نفي الضباط والجنود معرفتهم به.