لماذا يعرقل "صديق بوتين الأوروبي" مساعدات أوكرانيا؟

جاءت الانفراجة التي تحققت على مسار العضوية في وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا، إذ لم يفلح هجومها المضادّ على قوات الغزو الروسي في تحقيق مكاسب كبيرة ومع عدم قدرة الرئيس الأميركي، جو بايدن، حتى الآن على تأمين حزمة 60 مليار دولار لكييف من خلال الكونغرس.

وقال أوربان للإذاعة الرسمية اليوم إنه اضطر إلى منع حزمة المساعدات لأوكرانيا، وهي جزء من خطة ميزانية متعددة السنوات وأوسع نطاقا، للتأكّد من حصول المجر على الأموال التي تريدها من ميزانية الاتحاد الأوروبي.

وأضاف: "أقول دائما إنه إذا أراد شخص ما تعديل الميزانية، وهو ما يريدون فعله، فهذه فرصة عظيمة بالنسبة للمجر لكي توضح أنها لا بدّ وأن تحصل على ما تستحقه. وليس نصفه أو ربعه".

وأشاد زيلينسكي، بالموافقة على بدء محادثات العضوية ووصفها بأنّها انتصار لأوكرانيا وأوروبا، لكن أوربان شدّد على أنّ المحادثات ستكون طويلة جدّا، وإنه لا يزال بإمكان المجر عرقلة العملية لاحقا.

قال الزعيم المجري القومي "هذا قرار سيئ. المجر لا تتحمل أي مسؤولية عن ذلك، يمكننا وقف هذه العملية في وقت لاحق، وإذا لزم الأمر سنضغط على المكابح، والقرار النهائي سيتخذه البرلمان المجري".

وأنهى زعماء الاتحاد الأوروبي المحادثات بشأن الحزمة المالية التي تتطلب إجماعا في الساعات الأولى من صباح اليوم، وقالوا إنهم سيحاولون مرة أخرى في يناير كانون الثاني، فيما أبدى البعض تفاؤلا حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق فيما بعد.

ويمكن للدول الأعضاء أيضا تقديم المساعدات بشكل فردي أو إبرام اتفاقات منفصلة.

ومن المقرر أن يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي مرّة أخرى اليوم الجمعة لمناقشة موضوعات أخرى منها الحرب بين إسرائيل وحماس.

زيلينسكي قال، الأربعاء، إن أوربان، ليس لديه سبب لعرقلة انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

ويريد معظم أعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 دولة بدء محادثات حول انضمام أوكرانيا في قمة تُعقد هذا الأسبوع والاتفاق على تقديم مليارات اليورو كدعم إضافي لكييف في حربها ضدّ الغزو الروسي. لكن المجر منعت الخطوتين.

وقال زيلينسكي، الذي زار النرويج لإجراء محادثات مع قادة دول منطقة الشمال بهدف الحصول على مزيد من الدعم لأوكرانيا، إن العمليات العسكرية عادة ما تتباطأ في فصل الشتاء، وفق رويترز.

رحّب البيت الأبيض بالقرار "التاريخي" الذي اتخذه الاتّحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا ومولدافيا، معتبرا إيّاه "خطوة حاسمة نحو تحقيق تطلعاتهما الأوروبية الأطلسية".

اتّخذ القرار من دون أيّ معارضة من زعماء الاتحاد الأوروبي، إذ اختار رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، في النهاية الامتناع عن التصويت.

وأوضح دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن هويته أنّ "أوربان لم يكن حاضرا في القاعة عندما اعتُمد النص، لقد اتُفق معه بشأن ذلك"، موضحا "أنه حلّ عملي لقد أُعطيت الإشارة السياسية".

وقال أوربان في مقطع مصور نشر على فيسبوك إن "المجر لا تريد أن تتقاسم مسؤولية" هذا الخيار "الأحمق" الذي اتخذته الدول الـ26 الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، و"امتنعت تاليا" عن التصويت.

كان أوربان صرّح لدى وصوله إلى القمة في بروكسل أنّ "التوسيع عملية تتضمن تفاصيل من الناحية القانونية وتستند الى الأهلية. لقد حدّدنا سبعة شروط، وفي ضوء تقييم المفوضية نفسه فإنّ ثلاثة شروط من ٧ ليست مستوفاة. هذا يعني أنّنا لسنا في موقع للبدء بالتفاوض".

لكن بانسحابه من القاعة في لحظة التصويت، تنازل أوربان عمليا عن استخدام حقّ النقض. ويعارض الزعيم القومي المجري أيضا تقديم دعم أوروبي بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا.

وكان زيلينسكي ينتظر، على غرار ملايين الأوكرانيين، إشارة تشجيع من الأوروبيين، في وقت تتزايد فيه الإشارات السلبية من واشنطن.

تتتالى الأخبار السيئة على أوكرانيا منذ أسابيع، فقد فشل هجومها العسكري المضادّ في تحقيق اختراق حاسم، كما تعطّلت المساعدات الغربية الضرورية للمجهود الحربي.

وفي اللحظة التي بدأت فيها القمة الحاسمة في بروكسل، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ثقته في انتصار بلاده في هذه الحرب، قائلا إنّ "قواتنا المسلحة تحسّن مواقعها على طول خط المواجهة".

من جانبه، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ناتو، ينس ستولتنبرغ من أنه "في حال انتصر بوتين في أوكرانيا فثمة خطر فعلي ألّا ينتهي عدوانه هناك. دعمنا ليس صدقة، بل هو استثمار في أمننا".

وأكّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنّ "استمرار وزيادة" المساعدات لأوكرانيا هما "مسألة وجودية" بالنسبة للتكتل.

تطالب المجر الاتحاد الأوروبي بالإفراج عن جميع الأموال المستحقة لها والتي جُمّدت بسبب انتهاكات لسيادة القانون.

وأمّنت بودابست، الأربعاء، الإفراج عن ١٠ مليارات يورو بقرار من المفوضية الأوروبية أثار غضب أعضاء في البرلمان الأوروبي، استنكر العديد منهم ضعف بروكسل في مواجهة "ابتزاز" رئيس الوزراء المجري.