"كريسماس مصر" بلا زينة

تقف آلاء في أحد محلات بيع الهدايا الشهير في القاهرة حائرة بين العديد من الزبائن الذين لا يتوقفون عن السؤال عن أسعار بيع هدايا وزينة شجرة عيد الميلاد، يقلب أحدهم حذاء لبابا نويل، يسأل عن سعره، فترد عليه آلاء 800 جنيه، فيعيد الزبون الحذاء إلى مكانه ويخرج من المحل محبطاً.

"هذا العام حركة البيع غير رائجة"، تقول آلاء البائعة في المحل لبلينكس وهي تتسائل "لا نعرف السبب لهذا، هل بسبب غلاء الأسعار، لأن أسعار كل السلع ارتفعت، أم السبب هو الحالة العامة عند الناس بسبب ما يحدث في غزة؟".

وحول نسب ارتفاع الأسعار، تقول آلاء "تضاعفت الأسعار تقريباً مقارنة بالعام الماضي بسبب ارتفاع سعر الدولار، فأغلب هذه الزينات مستوردة، وأسعارها عالية بعض الشيء هذا العام".

وتضيف، "في مثل هذا الوقت من كل عام كنا نشهد ازدحاماً، لكن هذا العام أعداد المشترين أقل، وكميات ما يشترونه أقل، وكثير من الناس يأتون ليسألوا عن الأسعار ويغادرون دون شراء كما ترين".

محل آخر في منطقة أخرى بالقاهرة، يتكرر فيه نفس مشهد الزبائن الذين يسألون عن أسعار زينة الكريسماس ويغادرون، يقول محمد صاحب المحل لبلينكس إن الكثير من الناس خفضت إنفاقها في الأشياء غير الضرورية، الهدايا والزينات تعتبر سلع رفاهية، ومع الوضع الحالي، الكثير من الناس باتت لا تنفق أموالها في أمور غير أساسية.

"لكن ما زال لدى الكثيرين رغبة في الاحتفال"، يضيف محمد وهو يرتب البضائع، "الدولار هو السبب في هذه الأزمة، أسعار كل شيء تضاعفت تقريباً، على سبيل المثال، شجرة الكريسماس المتوسطة كانت تكلف نحو 700 جنيها العام الماضي، هذا العام لا يقل سعرها عن 1200 جنيه".

دفع ارتفاع أسعار زينة وشجرة الميلاد ميريام إلى تغيير خططها بالاحتفال، تقول لبلينكس، "أنا عروس جديدة، هذا العام هو أول رأس سنة أقضيها مع زوجي في بيتنا، وكنت أنوي شراء شجرة كريسماس كبيرة، وتزيين غرفة المعيشة بالكامل، ودعوة عائلتي وعائلة زوجي للاحتفال، لكن بسبب الأسعار الحالية لن أتمكن من فعل ذلك، سأغير خطتي بالاحتفال".

وتضيف "لن أتمكن من إقامة الاحتفال كما أردت، سأشتري بعض قطع الزينة الصغيرة، وهدايا لأطفال العائلة، ولن أشتري هذا العام شجرة".

يقول ماجد عادل، وهو مهندس وأب لطفلين "هذا العام لا رغبة لدينا في الاحتفال بسبب ما نراه على شاشات التلفزيون في غزّة، في الوقت ذاته، أريد ترسيخ أهمية هذا الاحتفال عند أولادي".

ويضيف "سنقيم احتفالات صغيراً للعائلة وسنذكر غزة في صلواتنا ليلة الميلاد".