"اللواء الأول" ينزف.. ما حقيقة "انسحاب الغولاني" من غزة؟

لواء الغولاني هو فخر نخبة قوات المشاة الإسرائيلية ويعد أحد أهمها وأقواها وأكثرها خبرة. تأسس قبل بضعة أشهر من تأسيس إسرائيل نفسها في عام 1948، وشارك في جميع حروبها منذ ذلك الحين.

عدد قوات اللواء غير معلن، لكنه يقدر بنحو 1200 إلى 2500 مقاتل. ويضم اللواء نحو4 كتائب رئيسية وأخرى مستحدثة، وهي: كتيبة باراك 12، وكتيبة جدعون 13، وكتيبة هبوكعيم هاريشون 51، وكتيبة 631، وكتيبة ألون الهندسية القتالية 7086 (احتياط) وكتيبة اللوجستيات.

كتيبتا 51 و13 هما الكتيبتان الرئيسيتان المقاتلتان في غزة.

وتولى لواء غولاني القتال في منطقة الشجاعية خلال الحرب الجارية على القطاع المحاصر، وبرز اسمه في الكمين الذي قتل فيه 10 من قواته أبرزهم المقدم تومر غرينبيرغ قائد الكتيبة 13 التي انسحبت من القطاع يوم الخميس.

قبل يوم واحد من إعلان انسحاب قوات غولاني من غزة، التقط جنود اللواء النخبوي صوراً أمام تمثال في ميدان فلسطين في الشجاعية كصورة انتصار للادعاء بأنها نجحت في السيطرة على أحد أقوى حصون ومعاقل حماس والفوز في المعركة.

جرافات مدرعة للجيش الإسرائيلي قامت بإزالة تمثال المدرعة التي تخرج منها يد قابضة على قلادة تحمل رقم الجندي شاؤول آرون الذي أسرته حماس في عام 2014 في كمين أقامه عناصر القسام لمدرعات إسرائيلية قاموا خلاله بقتل 14 من قوات غولاني.

أراد بذلك لواء غولاني القول إنه نجح في الانتقام مما حدث لقواته قبل عقد من الزمان في نفس المنطقة، لذلك حرصت إسرائيل على تصدير تلك الصور للداخل أولاً، قبل إعلان انسحاب اللواء.

إسرائيل تقول رسمياً بأن سبب سحب الكتيبة 13 من لواء غولاني من الشجاعية هو إعطاء قواتها قسطاً من الراحة، وأن مقاتلي الكتيبة يصرون على أنهم سيعودون للقتال قريباً.

في الوقت نفسه، تقر صحيفة إسرائيل هيوم الأكثر توزيعاً في إسرائيل بأن مقاتلي غولاني تعرضوا "لخسائر فادحة"، خاصة بعد مقتل قائد الكتيبة نفسه في كمين الشجاعية.

لواء غولاني خسر 71 مقاتلا في السابع من أكتوبر فقط، بينما خسرت كتيبة غولاني رقم 13، نحو 44 من مقاتليها في معارك غزة المندلعة بعد ذلك على الرغم من كونهم أكثر القوات خبرة وتجهيزا داخل اللواء الذي تحمل الكتيبة نفس اسمه.

يسلط انسحاب الكتيبة الضوء على تصريحات قائد سابق للواء، الجنرال موشيه كابلينسكي، بأن غولاني خسر ربع قواته منذ بدء الحرب على غزة ما بين قتيل وجريح.