"عندما تصرخ الحجارة".. ماذا يعني أن تكون مسيحيا فلسطينيا؟

اتجه معظم المسيحيين إلى الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة والواقعة في الجزء الجنوبي منه منذ بداية الحرب، لكن يوم السبت ١٦ ديسمبر أطلق قناص إسرائيلي رصاصة على ناهدة، ثم على ابنتها سمر، وقتلهما الاثنتين.

البطريركية اللاتينية في القدس علّقت على الحادثة بالقول: "ظهيرة يوم 16 ديسمبر 2023، اغتال قنّاص من الجيش الإسرائيلي سيّدتين مسيحيتين داخل رعية العائلة المقدسة في غزة حيث لجأت غالبية العائلات المسيحية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".

وأضاف البيان: "استُشهدت ناهدة وابنتها سمر قتلا بالرصاص في أثناء ذهابهما إلى دير الراهبات".

الجيش الإسرائيلي قال إنه يراجع ملابسات الحدث، وهذا ما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يستذكرون حادثة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، ودعوة الجيش للتحقيق في مقتلها، ولم تصدر أي محكمة إسرائيلية أي قرار بحق الجندي الذي قتلها حتى الآن.

ألغيت الاحتفالات المسيحية في الكريسماس ورأس السنة الميلادية هذا العام، بسبب الحرب التي تدور رحاها في غزة، والتصعيد الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية.

وفي مدينة الناصرة توجد كنيسة البشارة، حيث بشّرت في موقعها السيدة مريم بحملها بالسيد المسيح.

وفي القدس يحيي المسيحيون مناسباتهم الدينية في كنيسة القيامة التي دائما ما تتجه إليها الأنظار في عيد سبت النور.

يوفر بلينكس فيلمه الوثائقي "عندما تصرخ الحجارة"، الذي يشرح معاناة المسيحيين وكيف تقلصت نسبتهم في فلسطين من قرابة الـ20% من السكان إلى 2% في الوقت الحالي.

يسرد الفيلم معاناة القرى الفلسطينية المسيحية أثناء الانتداب البريطاني الذي حفّز هجرة اليهود إلى فلسطين، وكذلك حاصر السكان الفلسطينيين اقتصاديا بفرض ضرائب باهظة على المزارعين منهم. وكان أغلب المسيحيين يعملون في الزراعة والتجارة وقتها.

يسرد الفيلم من خلال إحدى الشخصيات التي كانت شاهدة على التهجير في العام 1948، قوله: "الإسرائيليون قالوا لمختار القرية معكم ٤٨ ساعة، كي تخلوا البلدة من السكان، أو سأقتل كل من أراه في طريقي".

ويستحضر الفيلم أهمية فلسطين بالنسبة للمسيحيين جميعهم حول العالم، إذ يعتقدون أن ديانتهم وُلدت في فلسطين وخرجت للعالم منها.

ويُعرف عن فلسطين أنها "مهد الديانات السماوية"، نظرا إلى الأماكن الدينية المقدسة الموجودة فيها لأتباع الديانات السماوية الثلاث.