الجوع والدمار.. حرب غزة الأضخم في إحصاءات الكوارث

تظهر صور الأقمار الصناعية، التي حللتها واشنطن بوست، في تحقيق مطول، وجود عشرات الحفر الواضحة بالقرب من 17 من أصل 28 مستشفى في شمال غزة، في حين تشير 10 حفر منها لاستخدام قنابل من تلك التي تزن 2000 رطل (907 كيلوغرامات تقريبا).

خلال الحرب التي توشك أن تكمل شهرها الثالث تضرر 37 ألفا و379 مبنى، تدمر منها بشكل كامل 10 آلاف و49 مبنى، في الفترة من 7 أكتوبر حتى 26 نوفمبر.

وبالمقارنة بين ما حدث في شمال غزة خلال قرابة 3 أشهر، وما حدث في حلب السورية، التي تشكل مساحتها مرة ونصف المرة مساحة غزة، خلال 3 سنوات (من 2013 إلى 2016) فإن 40% من المباني السورية قد تضررت، في حين تضررت 32% من مباني شمال القطاع الذي تدمر فيه 8 آلاف و561 مبنى، من بين 29 ألفا و732 مبنى متضررا.

وفي معركة دحر تنظيم داعش من مدينة الرقة التي اتخذها عاصمة له ما بين المقاتلين الأكراد وعناصر التنظيم خلال 8 أشهر من المواجهات، لحقت أضرار بالمباني، لكنها لم تكن مثل عدد تلك التي حدثت في شمال غزة.

فخلال 7 أسابيع من الحرب تضررت مباني شمال القطاع بمرتين ونصف المرة من تلك التي لحقت بمثيلتها في الرقة.

يعاني 2.2 مليون شخص، هم إجمالي سكان قطاع غزة، من أزمة أو مستويات أسوأ من الانعدام الحاد للأمن الغذائي، بحسب الأمم المتحدة التي تقول في تقريرها إن 26% من السكان قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف وقد وصلوا إلى مرحلة الجوع الكارثي.

ويحذر المجتمع الدولي من خطر المجاعة في غزة خلال الأشهر الستة المقبلة حال استمرار الصراع، وفي الوقت الحالي يقضي بعضهم أياما كاملة دون طعام.

ويمكن تعريف المجاعة، وفقا للأمم المتحدة، بأنها "الجوع الذي تواجه فيه ما لا يقل عن 20% من الأسر نقصا شديدا في الغذاء، ويعاني 30% من الأطفال على الأقل من سوء التغذية الحاد، وتحدث في ظله أكثر من حالتي وفاة يوميا من بين كل 10 آلاف شخص بسبب الجوع الشديد، أو نتيجة لسوء التغذية والمرض معا".

اتحاد أوكسفام للمنظمات الخيرية وجه التحذير ذاته، إذ توصلت تحليلاته إلى أنه في الفترة ما بين 24 نوفمبر و7 ديسمبر، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 90% من سكان القطاع يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأن كل السكان في المرحلة الثالثة (أزمة أو أسوأ) من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.

أطلق الجيش الإسرائيلي أكثر من 29 ألف قذيفة جو-أرض على غزة منذ اندلاع الحرب حتى منتصف ديسمبر الجاري، وما يتراوح بين 40 و45% غير موجهة بدقة، فيما يعرف بالقنابل الغبية، بحسب واشنطن بوست.

وخلال الشهر الأول من المعارك الدائرة في غزة، قصفت إسرائيل مئات القنابل الضخمة التي يستطيع الكثير منها قتل وإصابة البشر على بعد أكثر من 1000 قدم (305 أمتار تقريبا).

وتظهر صور الأقمار الصناعية التي حللتها CNN، أن قنابل إسرائيل قد تركت أكثر من 500 حفرة يزيد قطرها على 12 مترا، وهو ما تتركه القنابل التي تزن الواحدة منها نحو 2000 رطل (أكثر من 900 كيلوغرام)، وهي أثقل بأربع مرات من أكبر القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة على داعش في الموصل بالعراق.