طوابير الغذاء تغزو غزة.. الجوع ينافس القصف

يزداد الشعور بالعجز لدى بكر الناجي، الذي تعتصر قلبه الغصة عندما ينفد الطعام الذي يطبخه تطوعا لتكية في رفح، في حين يسمع أطفالا يشكون الجوع.

ونزح ناجي من مدينة غزة بعد اندلاع الحرب، وهو يبدأ الطبخ بعد صلاة الفجر لصالح التكية. يقول: "أطبخ تطوعا لمساعدة الناس في هذه الأوضاع المأساوية".

ويضيف ناجي: "أصعب لحظة بالنسبة إلي هي عندما نبدأ بتوزيع الوجبات على الناس، فيما الآلاف يقفون في الطابور".

يقول المسؤول عن التكية التي تقع في منطقة الشابورة في رفح، خالد شيخ العيد: "نعاني شح الموارد، العدس والبرغل نفدا من السوق وكذلك البازلاء والفاصوليا".

ويقدر شيخ العيد أن "نحو عشرة آلاف شخص" يحاولون الحصول يوميا على الطعام في القطاع المحاصر.

ويقول خالد: "نخشى أن يموت الناس من الجوع"، مشيرا إلى أن "سعر علبة الفول ارتفع إلى دولارين".

بعد أكثر من شهرين ونصف الشهر من الحرب، بات سكان القطاع يعانون نقصا كبيرا للغاية في المواد الغذائية والمياه والأدوية والوقود وكل الأساسيات.

ولم تتمكن سلام حيدر، الأم لثلاثة أطفال، من الحصول على الطعام السبت، وتقول: "تأخرت اليوم، لأنني كنت مع ابني الذي يخضع لعلاج في العيادة، أشعر بالحزن والقهر، لم نأكل شيئا اليوم ولن نأكل".

وتابع سلام: "ابني الصغير يبكي بشدة رغبة في الحصول على حلوى، بعد أن رأى طفلا يحمل حلوى وحاول انتزاعها منه، وأخبرته أن هذا لا يجوز".

تأتي نور بربخ التي نزحت من شرق خان: "لولا هذه التكية، لما أكلنا شيئا، أولادي سيموتون من الجوع، فقدوا الكثير من الوزن، ويستيقظون ليلا من النوم بسبب الجوع".