عشرات الآلاف من النازحين.. رفح تتحول إلى "قنبلة بشرية"

أدى الهجوم الجوي والبري غير المسبوق الذي شنته إسرائيل ضد حماس إلى نزوح نحو 85٪ من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

ويبحث أعداد كبيرة من السكان عن مأوى في المناطق التي قالت إسرائيل إنها آمنة، لكن حتى هذه الأماكن تعرضت للقصف هي الأخرى.

وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا: "يستخدم الناس أي مساحة خالية لبناء الأكواخ. البعض ينام في سياراتهم، والبعض الآخر ينام في العراء".

وقالت الأمم المتحدة الخميس إن نحو 100 ألف شخص وصلوا مدينة رفح على امتداد الحدود مع مصر خلال الأيام الأخيرة.

دمرت الحملة الإسرائيلية بالفعل جزءا كبيرا من الشمال، وتستهدف الآن مخيمات اللاجئين في البريج والنصيرات والمغازي في وسط غزة، حيث قامت الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية بتسوية المباني بالأرض.

كما تحولت مدينة خان يونس في الجنوب، التي تعتقد إسرائيل أن زعماء حماس يختبئون بها، إلى ساحة معركة مشتعلة.

وتنتشر الأمراض في أوساط العائلات العديدة المتكدسة معا في ملاجئ ومنازل أو في الشارع، مثل الطفح الجلدي ومشاكل الجهاز التنفسي والإسهال والأمراض المعوية الأخرى.

وقالت داليا أبو سمهدانة عن عائلتها التي فرت من القتال في خان يونس في وقت سابق من هذا الشهر وتقيم حاليا في حي الشابورة برفح في منزل يضم 49 شخصا ”الجميع هنا مصابون بالمرض”.

ودعى مدير الأونروا، فيليب لازاريني، يوم الجمعة إسرائيل إلى الحد من التأخير البيروقراطي في دخول المساعدات، والامتناع عن الهجمات عند نقاط العبور وعند نقاط تسليم المساعدات، وفتح طرق آمنة إلى شمال غزة، التي نادرا ما تصلها المساعدات.

وأكد مدير مكتب الأونروا في غزة، توماس وايت، إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على قافلة مساعدات أثناء عودتها من الشمال على طول الطريق الذي حدده الجيش، ما أدى إلى إلحاق أضرار بإحدى الشاحنات.

أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 21 ألفا و500 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وأثارت أزمة إنسانية تركت ربع سكان غزة يتضورون جوعا.

ولا تفرق حصيلة القتلى التي أعلنتها وزارة الصحة في قطاع غزة بين المدنيين والمقاتلين.

كما قتل 187 فلسطينيا إضافيا في قطاع غزة يوم الخميس 28 ديسمبر، بحسب وزارة الصحة في القطاع.

وتجاهل المسؤولون الإسرائيليون الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، قائلين إن ذلك سيكون بمثابة انتصار لحماس، التي وعد الجيش بتفكيكها. كما تعهدوا بإعادة أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين لدى الجماعات المسلحة.