هل يطفئ اغتيال العاروري "بارقة الهدنة"؟

قال محللون لرويترز إن فقدان شخصية بارزة قد يدفع حماس الآن إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد إسرائيل التي تشن حاليا هجوما جويا وبريا مدمرا ضد الحركة. ولم يتضح بعد مدى التغيير المحتمل في موقف حماس.

ورد حسام بدران، وهو قيادي سياسي بحماس في المنفى، على مقتل العاروري بنبرة تحد ووعيد قائلا "إن المعركة مفتوحة بيننا وبينهم".

لكن سامي أبو زهري، القيادي في حماس، قال إن وفاة العاروري "سيكون لها تداعيات" لكن موقف حماس يظل متمثلا في أنه إذا أوقفت إسرائيل هجماتها بالكامل، فإن الحركة مستعدة لإجراء محادثات حول "بقية الملفات".

وقال الصحافي والخبير في الشؤون الفلسطينية، أشرف أبو الهول إن مقتل العاروري "قد يدفع حماس إلى التشدد في موقفها حتى لا تظهر وكأنها ستتنازل تحت الضغوط أو التهديدات بمزيد من الاغتيالات".

قد يؤدي اغتيال العاروري إلى توسيع نطاق الحرب في غزة إلى أراض جديدة في لبنان. فقد كانت الضربة هي الأولى على بيروت بعد نحو 3 أشهر من القصف عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل والذي كان يقتصر على جنوب لبنان.

وقال محللون إن حزب الله سيتعرض لضغوط للانتقام لحليفه، وخاصة لأنه قتل في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب في بيروت.

وقالت 3 مصادر إيرانية وثيقة الصلة بالمؤسسة الدينية في طهران إن مقتل العاروري أثار مخاوف بين قادة إيران من احتمال أن تحاول إسرائيل توسيع الصراع باستدراج طهران إليه.

وقال أحد المصادر المطلعة "أصاب اغتياله الجميع بصدمة في طهران. لكن هذا لا يعني أنها ستتورط في الصراع مباشرة".

لكن في غضون ساعات من القتل، أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن إسرائيل تريد تجنب التصعيد، حتى مع إصراره على أن إسرائيل لا تتحمل المسؤولية عن الهجوم، وهو ما عبر عنه خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء الأربعاء.

في حديثه لشبكة إم.إي.إن.بي.سي وصف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، مارك ريجيف، الهجوم بأنه "ضربة مستهدفة ضد قيادة حماس" وليس هجوما على الدولة اللبنانية أو حزب الله.

ومهما كان تأثيره النهائي على الاستقرار الإقليمي، فمن المرجح أن يؤدي اغتيال العاروري إلى جعل قادة حماس الآخرين أكثر حذرا وإمعانا في التخفي.

وفي غزة، لم يظهر أي زعيم لحماس منذ هجوم الـ7 من أكتوبر. ويعتقد أن كثيرين منهم يختبئون في أنفاق عميقة تحت الأرض.

ومن المتوقع أن يبقى زعيما حماس، إسماعيل هنية وخالد مشعل، في تركيا وقطر.

ودأبت تركيا على تحذير إسرائيل من المساس بأعضاء حماس على الأراضي التركية.

وقبل مقتل العاروري، اعتقلت السلطات التركية، الثلاثاء، 34 شخصا اشتبهت أن لهم صلات بالموساد وأنهم كانوا يخططون لمهاجمة فلسطينيين يعيشون في تركيا.