"أعراض الحرب".. جرائم غريبة تنتشر في إسرائيل

في يوم الخميس 4 يناير، اعتقلت الشرطة إسرائيلياً أثناء محاولته السفر خارج البلاد، وتزامن اعتقاله مع إلقاء القبض على آخرين من قبل محققي وحدة الاحتيال من محطتي زخرون يعقوب ومجدال هعيمك.

سبب حملة الاعتقالات تلك هو أن الثلاثة ادعوا أنهم من عائلات المختطفين والنازحين. وباستخدام صور حصلوا عليها من مواقع التواصل الاجتماعي، تواصلوا مع مواطنين من خلال برامج المراسلة وطلبوا تبرعات نقدية، بحسب صحيفة إسرائيل هيوم.

الصحيفة قالت إن المشتبه بهم تمكنوا بطريقة احتيالية من الحصول على مبالغ ضخمة تصل إلى نحو 100 ألف شيكل (27 ألف دولار).

انتشار هذا النوع من الجرائم، دفع وحدة الاحتيال والجرائم الإلكترونية في المنطقة الوسطى، لإطلاق تحقيق سري في شهر نوفمبر الماضي، انتهى إلى ضبط عشرات الحالات انتحلوا صفة أهالي مخطوفين أو نازحين، بهدف جمع تبرعات.

في أعقاب عملية السابع من أكتوبر، بادرت مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلي إلى عرض تقديم مساعدات مالية للناجين من حفل نوفا الموسيقي الذي أقيم في المنطقة.

يتاح للمتقدمين أيضاً الحصول على صفة "ضحية للأعمال العدائية" التي تؤهلهم للحصول على مساعدات إضافية من الدولة.

على الفور، جذب هذا الإعلان العديد من المحتالين الذين لم يحضروا الحفل على الإطلاق، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.

يقول ضباط الوحدة الوطنية الإسرائيلية لمكافحة الجرائم، إنهم قاموا بتحقيق مشترك مع التأمين الوطني أدى إلى احتجاز العديد من الأشخاص المشتبه بهم.

جريمة هؤلاء كانت "تقديم معلومات كاذبة للتأمين الوطني من أجل الاعتراف بهم كضحايا للأعمال العدائية، والادعاء أنهم كانوا في حفل نوفا وهربوا من المجزرة، وحصلوا بسبب ذلك على مساعدات فورية تُقدر بعشرات آلاف الشواكل"، بحسب صحيفة معاريف.

في يوم 30 أكتوبر، وصلت مكالمة من البنك لفيكتوريا، (اسم مستعار) 78 عاما، في حين كانت في المستشفى مع زوجها الذي يجري عملية جراحية.

رقم البنك كان نفس الرقم الذي تعرفه، وطرح عليها المتصل أسئلة ليست صعبة، ثم أخبرها أنها ضمن قائمة المواطنين الذين يقومون بتحويل الأموال إلى فلسطينيين ويجب التحقيق معها، حسب ما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت.

فيكتوريا شعرت بالقلق الشديد وتعاونت على الفور. ثم وصلتها مكالمة أخرى، قال صاحبها إنه محقق من الشرطة يدعى ياكوف جاكوبي، وأخبرها أن الوضع خطير للغاية وأنهم سيقابلونها للاستجواب فور عودتها من المستشفى.

تلقت فيكتوريا عدة مكالمات بصورة يومية، وهددها المتصلون، الذين انتحلوا صفة ضباط شرطة، بأنها إذا لم تتعاون فسوف تذهب للسجن بتهمة التجسس ودعم الإرهاب.

قررت فيكتوريا الاتصال بالشرطة لسؤالهم عن المحقق ياكوف، لكن الشرطة أخبرتها أنهم لا علاقة لهم بالأمر، وأن عليها الاتصال بالبنك، الذي قال لها أيضاً إن كل شيء على ما يرام، ولا توجد حركة مريبة على حسابها.

لكن كان الوقت قد تأخر في تلك اللحظة، ففيكتوريا أعطت جميع تفاصيل حسابها للمحتالين الذين قاموا بسحب رصيده بالكامل البالغ 98 ألف شيكل (27 ألف دولار).

الصحيفة الإسرائيلية تنقل عن جهاز الشرطة أن جرائم الاحتيال على هذا النحو انتشرت بصورة كبيرة مع اندلاع الحرب، فأي إسرائيلي، خاصة كبار السن، يسمع أنه متهم بالتعاون مع حماس أو "تمويل الإرهاب" سيصيبه الذعر ويحاول التعاون بشكل كامل لتجنب تلك التهم الخطيرة للغاية.

آفي، اسم مستعار، 46 سنة، من سكان بلدة بئيري. بعد إجراء تقييم للأضرار في منزله، وجد أن سيارته مثقوبة بالكامل بالرصاص، لكنها ما زالت تعمل.

تقدم آفي بشكوى للتعويض وطلب أن تأتي شاحنة لسحب سيارته للتصليح، لكن سيارته اختفت، عندما دخلت عصابة إسرائيلية للمنطقة بشاحنة سحب، على أبوابها ملصقات قيادة الجبهة الداخلية، وسرقوا سيارته، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.

الصحيفة تشير إلى أن سرقة الممتلكات انتشرت في غلاف غزة عقب هجوم حماس، سواء منازل النازحين والقتلى والمختطفين أو مركباتهم ومتعلقاتهم الشخصية.

وتضيف: "العديد من اللصوص قدموا للمنطقة في صورة متطوعين جاءوا لمساعدة الجيش في نقل المركبات أو معدات مقاتلي حماس".

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سلطات المنطقة الجنوبية اعتقلت مجموعة من المجرمين من وسط البلاد قاموا بسرقة عشرات المركبات من العائلات النازحة في الشهر الأول من الحرب.

ما إن عثرت الشرطة بحوزته على كيلوغرامين من مادة الماريغوانا المخدرة، حتى سارع جندي إسرائيلي للقول إنه كان أحد أبطال معارك السابع من أكتوبر في ناحال عوز، وإنه اشتبك وتصدى للمسلحين القادمين للاستيلاء على الموقع.

الجندي قال إن الشاهد الوحيد على أعماله البطولية تلك كان جندياً زميلاً له في القاعدة العسكرية، وأن ذلك الجندي قتل "بنيران إرهابية"، حسب ما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت.

ادعى الجندي المتهم أنه تعرض لمشاهد قاسية، بجانب خسارته لصديقه الذي قتل في المعركة، ما أصابه باضطرابات اضطرته إلى اقتناء تلك الكمية من المخدرات.

بالفعل، صدقت المحكمة العسكرية شهادته وعرضوه على مسؤولي الصحة العقلية الذين فحصوه وطالبوا بإطلاق سراحه على ضوء مخاوفهم من إصابته بالصدمة بعد الذي وصفه.

الصحيفة قالت إنه على الرغم من أن تلك الكمية الضخمة من الماريغوانا تعد كمية تجارية كبيرة، فإنه تم بالفعل الإفراج عنه وأعيد للخدمة العسكرية في وحدة أخرى.

لكن بعد أسبوع من إطلاق سراحه تم اكتشاف أدلة جديدة دحضت روايته، وكان الدليل الأبرز أن هاتفه الخلوي كان نشطاً في 7 أكتوبر في منطقة بيرشيڤا (بئر السبع)، وليس في أي من مناطق القتال في ناحال عوز أو غيرها.

كذلك، شهد قادة الوحدة أنهم لم يروه على الإطلاق في هذا الأسبوع، وأضاف ضابط عسكري من وحدته أنه، خلافًا للوقت الذي ادعى فيه الجندي المتهم أنه رأى تلك الجثث في ناحال عوز، فقد تم إخلاء الجثث من المنطقة في وقت سابق وبفارق زمني كبير.

لذلك، أعيد اعتقال الجندي بتهمة تهريب مخدرات، ومن المتوقع تقديم لائحة اتهام ضده، بحسب المتحدث باسم الجيش.