هل فقد الإسرائيليون ثقتهم بعد 100 يوم من الحرب؟

في موقع التجمع الذي أعيدت تسميته رمزيا ساحة الأسرى، قال إيدان بيغيرانو (47 عاما) "سنستمر في المجيء إلى هنا كل أسبوع حتى إطلاق سراح الجميع".

تقول رئيسة بلدية حيفا عينات كاليش روتيم، خلال المظاهرات بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب "بدأت هذه الحرب في منازلنا وغرفنا الآمنة، الغرف التي من المفترض أن تنقذنا"، مضيفة أن الطريقة الوحيدة للإيمان بإسرائيل مرة أخرى هي أن يكون هناك قادة "يقودون بتواضع وحكمة". وإعادة الأسرى في صفقة بأي ثمن.

وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن إحدى أقارب روتيم، وهي إيتاي سفيرسكي، لا تزال محتجزة لدى حماس.

وتضيف الصحيفة أن التجمع ضم ما يُقدر بـ120 ألف إسرائيلي تظاهروا لمدة 24 ساعة متواصلة، ما يجعل هذه المظاهرة الأضخم في إسرائيل خلال عامل كامل.

تحدث عالم الأحياء الحائز على جائزة نوبل، آرون سيشانوفر، بنبرة قوية خلال المظاهرة، وقال "لماذا بنينا دولة إذا كنا لن نتمكن من ضمان أبسط حق في الأمن؟ القيادة فشلت، والجيش لم يحم مواطنيه. إذا لم يعد الأسرى الآن، فلن تتمكن الحكومة من النظر في أعين مواطنيها. إنها وصمة عار سوداء على جبين الحكومة الإسرائيلية"، بحسب ما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وصرخت ياميت أشكنازي، شقيقة الرهينة دورون شتاينبريخر، في وجه الحكومة: "في المجتمعات الحدودية لغزة، كنا نعتقد أننا آمنون، وبقينا لتربية أطفالنا هناك، ولكن أنتم الذين أغمضتم أعينكم، وأنتم تجلسون في منازلكم الآمنة".

وأضافت أشكنازي: "لا أريد أختي في نعش، ولا أحد يريد أحباءه في نعش".

أعلنت الحكومة الإسرائيلية، الجمعة، أنه سيتم إرسال أدوية إلى الأسرى المتبقين "خلال أيام قليلة" بعد التوصل إلى اتفاق مع قطر.

وقالت إيلا بن عامي، التي لا يزال والدها أوهاد (55 عاما) في صفوف المحتجزين، إن "هذا غير كاف". وأضافت: "أريده في المنزل، في المستشفى، مع رعاية صحية جيدة، وليس في رعاية حماس".

وتابعت بن عامي: "كنتُ هنا (في نموذج لأحد أنفاق حماس) لخمس دقائق وأردت فقط الهرب. كان لديّ خيار الهروب، خلافا لهم"، في إشارة منها إلى الأسرى.

وقال أقارب الأسرى إن بقاء الشخص عالقا، حتى في نفق وهمي، هو تجربة مروعة.

أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة فيديو إلى المتظاهرين، يدعو فيها إلى استئناف المفاوضات لإطلاق الأسرى. وقال "فرنسا لا تتخلى عن أبنائها"، مشيرا إلى أسماء بعض الفرنسيين من مزدوجي الجنسية المحتجزين.

ودعا ماكرون إلى "استئناف المفاوضات مرارا وتكرارا من أجل إطلاق سراح" الأسرى.

ولا يزال 3 فرنسيين "مفقودين"، ويُحتمل أنهم محتجزون في غزة.

تم تركيب نموذج لنفق تابع لحماس خارج متحف تل أبيب للفنون، مع تراب على الأرض وأصوات إطلاق نار ودوي قصف متواصل.

وقال الفنان الإسرائيلي روني ليفافي، الذي صمم النفق، إنه رغب في إنشاء نموذج يكون "الأقرب" من حيث الشكل لأنفاق غزة، معتمدا في ذلك على صور في وسائل الإعلام.

وصرح ليفافي لوكالة فرانس برس، بأن هذا من شأنه "إعطاء فكرة عما يشعر به الأسرى منذ أيام عدة".

وقالت إنبار غولدشتاين، التي أطلِق سراح عدد من أقاربها خلال الهدنة في نوفمبر وقُتِل عدد آخر منهم خلال هجوم أكتوبر: "هذا هو النفق الوحيد في هذه القصة الذي يوجد ضوء في نهايته".

وبعد السير عبر النفق الوهمي، قالت إيال موار، إن هذا ليس سوى جزء صغير من المحنة التي مر بها عمها أبراهام موندر (79 عاما) والأسرى الآخرون.

وأضافت إيال: "نحن نعلم أن الظروف مروعة" بالنسبة إلى الرهائن، إذ "لا يوجد هواء نقي، وليس هناك سوى القليل جدا من الطعام. لا دواء، ولا ضوء، وينامون على الأرض"، ناهيك عن "حالتهم النفسية".