يشترك الخصوم والأصدقاء في ضربهم.. من هم "البلوش"؟

تشترك إيران وباكستان في حدود يبلغ طولها نحو 900 كيلومتر، وتفصل بينهما إقليم سيستان وبلوشستان المضطرب في جنوب شرق إيران من ناحية، وإقليم بلوشستان الباكستاني من ناحية أخرى، وفق تقرير لصوت أميركا.

وتتبادل إسلام آباد وطهران الاتهامات بشكل روتيني بعدم القيام بما يكفي لمنع الجماعات المسلحة المناهضة للدولة من الاحتماء في أراضيها والتخطيط لهجمات عبر الحدود ضد قوات الأمن على الجانبين.

وتضغط إيران منذ فترة طويلة على باكستان لاتخاذ إجراءات صارمة ضد قواعد جيش العدل المزعومة في بلوشستان.

تدّعي الجماعة المسلحة أنها تقاتل من أجل الحصول على حقوق أكبر للمجتمع في الدولة ذات الأغلبية الشيعية، وفق ما ورد في التقرير.

تشهد منطقة سيستان-بلوشستان الصحراوية المترامية الأطراف، مواجهات متكررة بين القوى الأمنية من جهة ومهربي مخدرات ومتمردين من أقلية البلوش وجماعات متطرفة، وفق فرانس برس.

وتعتبر هذه المنطقة من أفقر محافظات البلاد وينتمي غالبية سكانها إلى إثنية البلوش السنية، فيما غالبية سكان البلاد من الشيعة.

ولطالما اشتكى ناشطون من أن السكان البلوش في سيستان-بلوشستان يعانون من التمييز.

وتعدّ المحافظة الحدودية مع باكستان وأفغانستان من الأكثر فقرا في إيران، وغالبا ما تشهد هجمات على قوات الأمن وحوادث أمنية يقف خلفها مسلحون ينتمون الى تنظيمات متطرفة أو متمردون، أو شبكات لتهريب المخدرات والوقود، حسب تقرير سابق لفرانس برس.

أما بلوشستان في باكستان فتشهد تمرّدا منذ عقود تشنه مجموعات عرقية مسلحة من البلوش تقاتل الحكومة متهمة إياها باستغلال موارد الإقليم من الغاز والمعادن.

لطالما اشتكى سكان بلوشستان من عدم حصولهم على حصة عادلة من أرباح الإقليم، وهو ما أدى إلى ظهور 12 مجموعة انفصالية، وفق فرانس برس.

ويقاتل المسلحون البلوش من أجل تعزيز الحكم الذاتي في بلوشستان، أكبر ولايات باكستان، ولكن أفقرها رغم وفرة مواردها الطبيعية.

وتُعدّ بلوشستان أكبر أقاليم باكستان وأقلّها سكانا.

يأتي هجوم بلوشستان بعد أن هاجمت إيران أهدافا في العراق وسوريا في وقت سابق من هذا الأسبوع. وحذرت إسلام آباد من "عواقب وخيمة".

وجاء في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، تحرص إيران على إظهار القوة والإثبات لشعبها أن أعمال العنف لن تمر من دون عقاب، وفق بي بي سي.

وأصابت الغارة التي وقعت، الثلاثاء، في باكستان قرية في إقليم بلوشستان الحدودي الواسع بجنوب غرب البلاد. وقالت طهران إنها تستهدف جيش العدل.

تتمتع باكستان وإيران بعلاقة حساسة، ولكن ودية. ووقع هذا الهجوم في نفس اليوم الذي التقى فيه رئيس الوزراء الباكستاني ووزير الخارجية الإيراني في دافوس، وبينما كانت القوات البحرية الإيرانية والباكستانية تجري مناورات عسكرية معا.

ومع ذلك، اتهم كل منهما الآخر بإيواء الجماعات المسلحة التي تشن هجمات على الآخر في مناطقهما الحدودية لسنوات، حسب بي بي سي.

يقول الخبير الأمني الباكستاني، عامر رانا، لبي بي سي إنه يعتقد أن الأزمة الدبلوماسية "ستستغرق بعض الوقت حتى تهدأ، لكن هذا أيضا أمر لا ترغب باكستان في تصعيده".

وقال إن باكستان لم ترد في الماضي على تصرفات إيران على طول الحدود، "لكن الكرة الآن في ملعب إيران، ما إذا كانت تريد التصرف بشكل صحيح".