إسرائيل تخسر معركة "تحت الأرض"

قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن ما يصل إلى 80% من أنفاق حماس الواسعة تحت غزة لا تزال سليمة، بعد أشهر من محاولة تدميرها، ما يعوق أهداف تل أبيب المركزية في الحرب، وفق ما قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

وقد واجه المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون صعوبة في إجراء تقييم دقيق لمستوى تدمير الأنفاق، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم قدرتهم على تحديد عدد الأميال من الأنفاق الموجودة على وجه اليقين.

ويقدر المسؤولون من كلا الطرفين، أن ما بين 20% و40% من الأنفاق قد تضررت أو أصبحت غير صالحة للعمل فقط، معظمها في شمال غزة، بحسب الصحيفة.

اصطحب الجيش الإسرائيلي مجموعة من الصحافيين إلى أحد الأنفاق المكتشفة بخانيونس في قطاع غزة، وكان من ضمنهم صحافي تلفزيون "إيه بي سي" الأميركي، مات جوتمان.

ويروي جوتمان تفاصيل ما شاهده داخل الأنفاق، قائلاً: "كانت هناك عدة فروع متفرعة من الأنفاق، يقودنا أحدها إلى غرفة يعتقد الجيش الإسرائيلي أنها كانت مكان احتجاز الأسرى".

ويضيف جوتمان: "إلى اليسار كان هناك نفق طويل آخر مبلط بالكامل وبه حمامات، كان طولها نحو 12 قدمًا وعرضها 5 أقدام، وبقيت مرتبة أو اثنتان على الأرض".

ظهرت الأنفاق للمرة الأولى في القطاع في عام 2006 عندما استخدمت حماس أحدها لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، خلال هجوم على موقع حدودي في رفح جنوب القطاع، وأفرجت عنه بعد 5 سنوات، وتحديدا في عام 2011.

وسعيا للالتفاف على الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة بعد سيطرة حماس عليه عام 2007، بدأت الحركة حفر مئات الأنفاق تحت الحدود مع سيناء في مصر لنقل الأشخاص والبضائع.

وبحسب خبراء عسكريين غربيين، أدخلت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بهذه الطريقة على مدى سنوات صواريخ قادمة من إيران، ولا سيما بين يونيو 2012 ويوليو 2013.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لفرانس برس، في وقت سابق، إنه "منذ 2014، كانت مهمة حماس الرئيسية تطوير شبكة أنفاق تحت الأرض تسمح بالتنقل عبر غزة"، مقدرا كلفة بنائها بـ500 ألف دولار لكل كيلومتر أنفاق.

وبإمكان عناصر حماس المختبئين على عمق يصل أحيانا إلى 30 أو 40 مترا التنقل والاحتماء من الضربات، في حين أظهرت مشاهد للجيش الإسرائيلي أن بوسعهم إخراج قاذفات صواريخ مخبأة على عمق بضعة أمتار بواسطة فتحات لإطلاق النار منها سريعا ومعاودة الاختباء.

وصف معهد الحرب الحديثة في كلية "وست بوينت" الحربية الأميركية، في دراسة صدرت في 17 أكتوبر الفائت، أنفاق حماس بـ"كابوس تحت الأرض"، محذرا من "لعنة يواجهها الجيش الإسرائيلي" دون أن يكون لها "حلّ مثالي".

وكتب جون سبنسر واضع الدراسة أن "حجم التحدي في غزة حيث تتشابك مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض في هذا القطاع، فريد تماما".

وتابع: "إنها مدينة حقيقية تحت الأرض"، متحدثا عن 1300 نفق على امتداد 500 كلم في قطاع صغير لا يتعدى طوله 41 كلم وعرضه 6 إلى 13 كلم.